عندما يغوص القارئ في صفحات كتاب “للحقيقة والتاريخ: تجارب الحكم ما بين 1998 و2000” للكاتب سليم الحص، يتجسد أمامه لوحة فسيفسائية من التجارب والتحديات التي مرت بها الحكومة خلال تلك الفترة الحاسمة. إنه كتاب يعتبره الرئيس الحص مزيجًا فريدًا من التقدير الذاتي والتصويب الصريح على الحملات الدعائية الظالمة التي واجهت حكومته، خاصةً في بداية عهد الرئيس إميل لحود.
مع 467 صفحة مليئة بالمعلومات القيمة والتحليلات العميقة، يقدم الرئيس الحص في هذا الكتاب لقراءه خدمة عرضالتي تعرض لها طوال فترة حكمه. يرصد الكتاب بدقة ووضوح التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها لبنان خلال تلك السنوات الحاسمة، مع تسليط الضوء على القرارات الحكومية الهامة والأحداث الرئيسية التي شكلت مسار البلاد.
بأسلوب سلس ومؤثر، ينقل الكاتب تجربته ورؤيته لتلك الفترة الزمنية، مشددًا على أهمية فهم السياق الكامل وراء القرارات والأحداث. وبفضل دقته وشفافيته في الكتابة، يمكن للقارئ أن يدرك الجهود الحقيقية التي بذلت لتحقيق التقدم والازدهار في ظل الظروف الصعبة.
تُعتبر هذه السيرة الذاتية السياسية من الكتب النادرة التي تقدم نظرة داخلية صادقة عن عملية صنع القرار وتنفيذ السياسات خلال فترة مهمة في تاريخ لبنان الحديث. ومن خلال النقاش الشامل للتحديات والإنجازات، يتيح الكتاب للقراء فهمًا أعمق للمحن التي مر بها لبنان وكيف تم التصدي لها في ذلك الزمان.
بفضل نشره عام 2008 بواسطة شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، تمكن الكتاب من الوصول إلى القراء بشكل واسع، حيث حظي بإشادة كبيرة من قبل النقاد والقراء على حد سواء. ومن خلال غلافه الورقي الجذاب، يجذب الكتاب الانتباه ويدعو القارئ إلى استكشاف عالمه الثري بالتفاصيل والتحليلات.
في خانة السير والمذكرات، يتميز هذا الكتاب بأهمية استثنائية في فهم التحولات السياسية في لبنان خلال فترة مهمة، مما يجعله قطعة أساسية في مكتبة كل من يهتم بالتاريخ السياسي وعلوم الحكم.