ما هو تابع الزلزال؟
الزلزال هو ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة لحركة مفاجئة للصفائح التكتونية في باطن الأرض، مما يؤدي إلى إطلاق طاقة هائلة على شكل موجات صوتية، ويشعر الإنسان بتلك الموجات على سطح الأرض. بينما يعد الزلزال من أكبر الظواهر الطبيعية المدمرة، فإنه غالبًا ما يليه ما يُسمى بـ “التوابع” أو “الهزات الارتدادية”. لكن ما هي التوابع؟ كيف تحدث؟ وهل تشكل تهديدًا أكبر من الزلزال الأولي؟
تعريف تابع الزلزال
التابع هو هزة أرضية تحدث بعد الزلزال الرئيسي، وتعتبر جزءًا من سلسلة من الهزات الارتدادية التي تلي النشاط الزلزالي الكبير. يمكن أن تحدث هذه الهزات بعد دقائق أو ساعات أو حتى أشهر من الزلزال الأولي، وقد تتفاوت في شدتها، ولكن عادةً ما تكون أقل قوة من الزلزال الرئيسي.
تعتبر التوابع من الأحداث الطبيعية التي يمكن أن تستمر لفترة طويلة بعد الزلزال الرئيسي، وفي بعض الحالات، قد تكون هذه التوابع كافية لإلحاق الأضرار بالمباني والمنشآت التي تعرضت للهدم أو التلف بسبب الزلزال الأولي. في بعض الأحيان، تكون الهزات الارتدادية قوية بما يكفي لتسبب دمارًا إضافيًا، وتزيد من حالة الهلع والذعر في المناطق المتضررة.
سبب حدوث التوابع
تعود التوابع إلى عملية تُعرف بالـ “التعافي التكتوني”، والتي تشير إلى محاولة الأرض إعادة توازنها بعد أن تحدث حركة مفاجئة في القشرة الأرضية بسبب الزلزال. وعندما يحدث الزلزال الرئيسي، تنكسر الصخور في أعماق الأرض ويتغير التوزيع التكتوني، مما يؤدي إلى انزلاق إضافي في الصفائح الأرضية أو الصخور المكسورة، وهذا الانزلاق يتسبب في هزات ارتدادية.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه الحركات إلى تغيرات في الضغوط التي تؤثر على طبقات الأرض المحيطة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد في مناطق معينة إلى انفصال الصخور أو حركتها، مما ينتج عنه هزات أصغر تُعتبر توابع.
خصائص التوابع
تختلف التوابع في العديد من الجوانب عن الزلزال الرئيسي، إلا أن هناك بعض الخصائص المشتركة التي تجعل من السهل التعرف عليها:
-
الشدة الأقل: عادة ما تكون التوابع أضعف بكثير من الزلزال الرئيسي. ولكن في بعض الحالات النادرة، قد تحدث توابع قوية للغاية، مما يعيد تخطيط الأضرار.
-
التوقيت المتغير: يمكن أن تحدث التوابع في أي وقت بعد الزلزال الأولي. في حين أن الهزات الارتدادية قد تكون شديدة في الساعات الأولى، إلا أنها تميل إلى التناقص مع مرور الوقت.
-
التركيز المكاني: عادة ما تتركز التوابع في المنطقة نفسها التي ضربها الزلزال الرئيسي، ولكن يمكن أن تتسرب إلى مناطق أخرى قريبة.
-
الاستمرارية: يمكن أن تستمر التوابع لفترة زمنية طويلة، تتراوح من ساعات إلى أيام أو حتى أسابيع بعد الزلزال الرئيسي.
-
التفاوت الزمني في التوابع: غالبًا ما تزداد التوابع في الشدة بعد الزلزال الأولي مباشرةً، ثم تبدأ في التناقص تدريجيًا مع مرور الوقت.
التوابع وتأثيراتها
قد يكون لتوابع الزلازل تأثيرات سلبية كبيرة على المجتمعات التي تعرضت للزلزال الأولي. ورغم أن قوتها أقل من الزلزال الرئيسي، إلا أنها يمكن أن تسبب في العديد من المشكلات والتحديات:
-
زيادة الأضرار: يمكن أن تساهم التوابع في تدمير المباني التي كانت قد تضررت بالفعل من الزلزال الأولي. في بعض الحالات، قد يؤدي ذلك إلى انهيار المباني جزئيًا أو كليًا.
-
صعوبة في عمليات الإنقاذ: في ظل التوابع المتكررة، يصعب على فرق الإنقاذ إتمام عمليات البحث والإنقاذ في الوقت المحدد. حيث يزيد احتمال تعرضهم للهزات الارتدادية أثناء عملهم في المناطق المتضررة.
-
تأثير نفسي: التوابع قد تسبب تأثيرات نفسية خطيرة على الأشخاص المتضررين من الزلزال الأولي، حيث يظل الخوف من الهزات القادمة يؤرقهم، مما يزيد من التوتر والقلق في المجتمع.
-
الخطر على البنية التحتية: الهزات الارتدادية قد تؤدي إلى تدمير البنية التحتية بشكل تدريجي، بما في ذلك الطرق والمستشفيات والمدارس.
التنبؤ بالتوابع
رغم التطور الكبير في علوم الجيولوجيا والزلزال، فإنه من الصعب التنبؤ بشكل دقيق بموعد أو قوة التوابع. ومع ذلك، فإن العلماء قد طوروا بعض الطرق لتحديد احتمال وقوع توابع في فترة بعد الزلزال. يتم ذلك من خلال دراسة التحركات التكتونية، مراقبة النشاط الزلزالي الذي يسبق الزلزال الرئيسي، واستخدام نماذج رياضية لمحاكاة القوى المؤثرة على الصفائح الأرضية.
ومع تقدم البحث العلمي في هذا المجال، يمكن للعلماء تحسين فهمهم لكيفية تأثير الزلازل وتوابعها، وهو ما يساعد في توجيه الاستجابة للطوارئ وتقديم إرشادات للحد من المخاطر.
الخاتمة
التوابع هي جزء طبيعي من ظاهرة الزلازل، وتعد من الهزات الارتدادية التي تحدث بعد الزلزال الرئيسي. وعلى الرغم من أن التوابع عادة ما تكون أقل قوة، فإن تأثيراتها السلبية يمكن أن تكون هائلة في بعض الحالات. لذا، من المهم أن يكون هناك استعداد دائم في المناطق المعرضة للزلازل لمواجهة التوابع، سواء من حيث تعزيز البنية التحتية أو من خلال تحسين استراتيجيات الإنقاذ والتعافي من الكوارث.
