ميناء الجراند هاربور (Grand Harbour) هو منفذ بحري ذو أهمية استراتيجية كبيرة يقع في مدينة فاليتا (Valletta)، جمهورية مالطا (Malta)، ويُعتبر واحدًا من أبرز الموانئ البحرية التاريخية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. يعود تاريخ هذا الميناء إلى العصور القديمة حيث كان يستخدم من قبل الفينيقيين والرومان والعرب والفرس والمماليك والأتراك والفرنسيين والبريطانيين، مما جعله يحمل أثراً تاريخياً وثقافياً غنياً.
يُعتبر ميناء الجراند هاربور واحدًا من أكبر الموانئ الطبيعية العميقة في العالم، وهو ميناء محمي بشكل جيد بفضل هيكله الجغرافي الطبيعي الذي يتكون من خليج ضحل محاط بمنحدرات صخرية مرتفعة، مما يوفر ملاذًا آمنًا للسفن من العواصف والأعداء خلال الحروب. يضم الميناء أيضًا مرافق صيانة وإصلاح للسفن، بما في ذلك أحواض بناء السفن وورش العمل والمستودعات، مما يجعله ميناءًا متكاملًا يمكنه استقبال وصيانة مجموعة متنوعة من السفن بمختلف الأحجام والأغراض.
على مر العصور، شهد ميناء الجراند هاربور العديد من الأحداث التاريخية الهامة، بما في ذلك المعارك البحرية الشهيرة خلال الحروب العالمية والصراعات الإقليمية. ولا تزال البنية التحتية البحرية القديمة تعكس طبيعة هذا التاريخ العريق، حيث يمكن رؤية آثار الأبراج الدفاعية والأسوار البحرية القديمة التي كانت تحمي الميناء في الماضي.
بالإضافة إلى دوره الرئيسي كميناء بحري، يُعتبر ميناء الجراند هاربور وجهة سياحية شهيرة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث يمكن للسياح استكشاف تاريخه العريق من خلال زيارة المتاحف والمعالم التاريخية المحيطة به، مثل قلعة سانت أنجلو ومدرجات طائرات الهليكوبتر القديمة وغيرها من المعالم السياحية.
بهذه الطريقة، يُعد ميناء الجراند هاربور ليس فقط مركزًا حيويًا للنقل البحري وصيانة السفن، بل يمثل أيضًا تجسيدًا للتاريخ الغني والثقافة المتنوعة لجزيرة مالطا ومدينة فاليتا على وجه الخصوص.