في عام 2014، أضاءت كتاب “الدرة في تاريخ محدثي البصرة في كتاب الوافي بالوفيات للصفدي” الضوء على أحداث وشخصيات مهمة في تاريخ مدينة البصرة، من خلال العبور بنا في رحلة تأملية تستند إلى سجلات الوفيات التي جمعها الصفدي. يقدم لنا الكتاب نافذة ممتعة وشيقة تمتزج فيها الرواية والتاريخ، محاولًا إلقاء نظرة عميقة على الفترة الزمنية المحددة والتي تعود إلى محدثي البصرة.
صاغت المؤلفة، أسماء عواد الدوري، كلماتها ببراعة تعكس عمق الأبحاث التي قامت بها، وتعكس تفانيها في استقصاء تفاصيل الحياة في البصرة خلال الفترة المعنية. يتألق الكتاب بلغة سلسة وجذابة، تأسر القارئ وتنقله عبر زمن طويل من التاريخ.
يمتد الكتاب على 408 صفحة، تمثل كل صفحة منها مرآة تعكس جزءًا من المجتمع والثقافة في البصرة. ومن خلال تفاصيله الدقيقة، يستطيع القارئ تجسيد حقبة زمنية والتعرف على أفرادها، وكأنه يعيش معهم في ذلك الزمان.
ديوان الوقف السني كان النافذة التي نشرت هذا العمل الثقافي والتاريخي الرائع. وبفضل جهودهم، أصبح للقارئ العربي فرصة استكشاف هذا الكنز المعرفي، الذي يلقي الضوء على تفاصيل حياة الناس في البصرة بشكل لا يقل أهمية عن الحقائق التاريخية الكبرى.
تتنوع محتويات الكتاب في فئة الأدب والخيال، وتحديدًا في فرع تاريخ الأدب، حيث يُعتبر هذا العمل إسهامًا قيمًا لفهم التطورات الثقافية والأدبية في المنطقة. وبما أن الكتاب يزخر بالمعلومات، يمكن للقارئ الاستمتاع بغنى المحتوى وتعميق فهمه للسياق التاريخي والأدبي في البصرة.
في الختام، يمثل “الدرة في تاريخ محدثي البصرة في كتاب الوافي بالوفيات للصفدي” عملًا متميزًا يستحق القراءة، حيث يتيح للجمهور العربي فرصة فريدة لاستكشاف أعماق التاريخ والثقافة في إطار روائي مثير ومفيد.