من خلال الغوص في تاريخ السيارات وتحليقنا في أروقة الزمن إلى فترة البدايات الرائدة في صناعة السيارات، نجد أن شركة لانسيا قد كتبت فصلاً جديداً في كتابها التاريخي مع إطلاقها لطرازها الثاني، وهو لانسيا بيتا. كان ذلك في عام 1909، عهد ما زالت فيه صناعة السيارات في مرحلتها الرائدة، حيث كانت شركة لانسيا قد أسستها فينتشينزو لانسيا في نوفمبر 1906، وقدمت أول طراز لها، وهو 12HP-ألفا، في عام 1907. كان هذا الطراز الأول الذي أنتجته العلامة التجارية لمدة عام حتى عام 1908، وكانت الفكرة الأساسية لمؤسس الشركة هي تسمية سياراتها باسم الحروف اليونانية. ومن ثم، جاء الطراز الثاني، الذي كان يحمل اسم “بيتا”.
في تلك الحقبة الرائدة، كان من الشائع تسليم السيارة للعميل في شكل هيكل، مع المحرك، وناقل الحركة، وعجلة القيادة، ولوحة القيادة، ومقعد السائق. بعد التسليم، كانت تُنقل السيارة إلى ورشة متخصصة في بناء الهياكل التي كانت تكمل الهيكل وفقاً لرغبة العميل. قدمت لانسيا خدمة بناء الهيكل بنفسها، حيث كانت تتميز بحواف أمامية كبيرة تحتوي على عجلات، وتغطي الجهة الخلفية بزوج آخر من الحواف للحفاظ على نظافة السائق والركاب. وكانت البيتا مزودة بمصابيح أمامية تعمل بالأستيلين. وكان هناك خيار لسقف من القماش أيضًا.
كجزء من الهيكل الرسمي، تم تجهيز منطقة الركاب بمقعد أمامي وآخر للركاب الخلفيين. وكانت إحدى الخيارات المثيرة لمساعدة السائق هي نظام التحكم في الوقود المزدوج. يمكن التحكم إما عبر دواسة البنزين أو عن طريق رافعة يمكنها الاحتفاظ بزاوية الغاز بشكل ثابت. كان هذا النظام عبارة عن نوع من التحكم البدائي في السرعة.
وتحت غطاء المحرك، كان هناك محرك رباعي الأسطوانات متصف بسعة 3119 سم مكعب، وقدم قوة 20 حصان، وهي زيادة قدرها ثماني حصان عن سابقتها. ولنقل القوة إلى عجلات الدفع الخلفية، اختارت الشركة ناقل حركة بنوع السلسلة.
وفيما يتعلق بمواصفات المحرك، كان لدينا محرك بعنوان 3.1، وأربع أسطوانات، وسعة 3119 سم مكعب، وقوة 25 كيلوواط عند 1500 دورة في الدقيقة (34 حصان عند 1500 دورة في الدقيقة)، ونظام وقود بالكربوراتور، والوقود المستخدم كان البنزين.
تجمع هذه السيارة بين الراحة والأداء في زمن البدايات، وتبرز بفخر كواحدة من الطرز الأيقونية في تاريخ لانسيا، مما يجعلها محط اهتمام عشاق عالم السيارات الكلاسيكية. إن قصة لانسيا بيتا لعام 1909 تعكس جمال التصميم والابتكار في عالم السيارات في تلك الفترة الزمنية الهامة.