السفينة “ريشيليو” هي واحدة من السفن الحربية البارزة التي خدمت في البحرية الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، وتنتمي إلى فئة السفن القتالية “ريشيليو”. تم تسميتها تيمناً بالكاردينال ريشيليو، وهي تعتبر واحدة من أكبر وأقوى البوارج التي أنشأتها فرنسا في تلك الفترة.
بنيت “ريشيليو” خلال أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث بدأ العمل في تصميمها في عام 1935، وتم تدشينها في عام 1939، مما جعلها جزءًا من تحولات البحرية الفرنسية لتعزيز قوتها البحرية في وجه التحديات الجيوسياسية والعسكرية في ذلك الوقت.
تتميز “ريشيليو” بمواصفات فريدة وقوة هائلة، فهي تزن حوالي 35,000 طن، وتصل طولها إلى نحو 242 متراً. كانت تحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة والمدافع، بما في ذلك بطاريات رئيسية تتألف من 8 مدافع رئيسية بقطر 380 ملم، مما جعلها قادرة على توجيه ضربات قوية وفعالة ضد الأهداف البحرية والساحلية.
شاركت “ريشيليو” في العديد من العمليات البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك المشاركة في حملة مواجهة الأسطول الإيطالي في البحر المتوسط، وشاركت أيضًا في حماية القوافل البحرية وتأمين خطوط الإمداد البحرية للحلفاء.
على الرغم من مساهمتها البطولية في الحرب، إلا أن “ريشيليو” لم تحظَ بفرصة كاملة لإظهار قدراتها الفعلية، حيث لم تشارك بشكل كبير في المعارك البحرية الكبرى نظراً لتطور الأحداث وتغير ديناميكيات الحرب.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، خضعت “ريشيليو” لبعض التعديلات والتحديثات، وظلت في الخدمة النشطة في البحرية الفرنسية حتى أواخر الخمسينيات. فيما بعد، تم استبدالها بأجهزة أكثر حداثة، وتم إباحتها للاحتياط في عام 1956، حيث تم استخدامها كسفينة تدريبية واحتياطية حتى تقاعدها النهائي في عام 1967.
بالرغم من إحالتها للاحتياط، يظل للريشيليو مكانة خاصة في تاريخ البحرية الفرنسية وتاريخ السفن الحربية بشكل عام، كما تُظل شهادة على تطور التكنولوجيا البحرية والتحديثات العسكرية التي شهدتها القوات البحرية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.