في تحفة أدبية تاريخية تحمل عنوان “دور اليهود والقوى الدولية في خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش 1908-1909″، يأخذنا الكاتب حسان حلاق في رحلة ممتعة وعميقة إلى أحداث تاريخية هامة جداً في فترة الانتقال بين القرن التاسع عشر والعشرين. يستعرض الكتاب ببراعة الأحداث التي أحاطت بخلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش في عام 1908 وما تلا ذلك في الفترة اللاحقة حتى عام 1909.
بلغة سلسة وسلسة، يستعرض حلاق بعناية فائقة دور اليهود والتأثيرات الدولية التي ساهمت في هذه الفترة المهمة من تاريخ الإمبراطورية العثمانية. يقدم الكتاب تحليلاً دقيقًا وشاملاً للأحداث، حيث يتنقل بين الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يضفي عمقًا إلى فهم القراء للسياق التاريخي الذي أحاط بهذه الفترة المحورية.
تتناول صفحات الكتاب بشكل خاص العلاقة بين اليهود والسلطة العثمانية، ملقنة للقارئ دور اليهود في الأحداث الرئيسية التي سبقت خلع السلطان وكيف تأثروا بالأوضاع الدولية والتحولات السياسية في تلك الفترة. كما يتناول الكتاب بعمق الدور الذي لعبته القوى الدولية، مسلطًا الضوء على التدخلات الخارجية وتأثيرها على مستقبل الإمبراطورية العثمانية.
يأتي هذا العمل ضمن فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في مجال السياسة الدولية، حيث يشكل إسهامًا قيمًا وموثوقًا للقراء الباحثين عن فهم أعمق للأحداث التاريخية وتأثيراتها. تمتاز صفحاته بالغزارة والتفصيل، مما يمنح القارئ فرصة فريدة لاستكشاف العوامل المختلفة التي أدت إلى هذه الفترة الملحمية في تاريخ الدولة العثمانية.
يصاحب الكتاب غلافًا عاديًا، يتناسب مع جوهره التاريخي والسياسي. وتبرز معلومات الكتاب على مدى 240 صفحة، مما يمنح القارئ تجربة غنية وشاملة. من إصدارات دار بيروت المحروسة، يبرز هذا الكتاب كمصدر أساسي لكل من يهتم بالتاريخ والسياسة، ويبحث عن فهم عميق لفترة مهمة في تاريخ الشرق الأوسط.