سفينة حربية تاريخية بامتياز، تمثل حجر الزاوية في تاريخ البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، إنها “بانكر هيل”، حاملة طائرات من فئة إسكس. بدأت مسيرتها العسكرية الفاتنة في عام 1942، عندما غاصت في أمواج المحيط الأطلسي وشاركت في حماية القوافل البحرية الأمريكية والتصدي للتهديدات البحرية الألمانية خلال معركة الأطلسي الشرقي.
بنيت “بانكر هيل” بموجب برنامج بناء السفن الحربية الذي أعلنه الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت لتعزيز القوات البحرية الأمريكية بعد هجوم بيرل هاربر الشهير. بلغ طولها أكثر من 260 مترًا، مع تشكيلة متنوعة من الأسلحة الهجومية وأنظمة الدفاع، مما جعلها قوة مدمرة للأعداء في المحيطين الهادي والأطلسي.
تألقت “بانكر هيل” بشكل خاص في معركة جزر الماريانا، حيث شاركت في تأمين المجال الجوي ودعم الغارات الجوية على الجزر اليابانية المحتلة. بوصفها جزءًا من القوة البحرية الأمريكية المتميزة في ذلك الوقت، ساهمت “بانكر هيل” في تحقيق السيطرة الجوية الكاملة والتحرك نحو النصر النهائي في المحيط الهادئ.
لم تكن “بانكر هيل” مجرد سفينة، بل كانت بمثابة منصة للإنقاذ والدعم للطائرات المقاتلة والقاذفات، وكذلك مركزًا للتنسيق العسكري البحري. تميزت بقدرتها على استيعاب عدد كبير من الطائرات، مما جعلها أداة حيوية في تنفيذ الغارات البحرية والجوية على الأهداف الاستراتيجية اليابانية.
ومع انتهاء الحرب وتوقيع الاستسلام الياباني في عام 1945، لم تنته مسيرة “بانكر هيل”، بل استمرت كجزء من قوة البحرية الأمريكية في العقود التي تلت الحرب، حيث شهدت تحولات وتحديثات مستمرة لتواكب التطورات العسكرية العالمية.
في النهاية، تبقى “بانكر هيل” ليست فقط رمزًا للقوة البحرية الأمريكية، بل شاهدة على بطولات وتضحيات البحارة الذين خاضوا معارك ملحمية في المحيطات الواسعة، وتحفيزًا للأجيال القادمة على الاستمرار في الحفاظ على السلام والأمن العالمي.