في صدر مكتبات العلوم والفنون يتوسط صفوف الكتب الضخمة والمثيرة، يبرز كتاب بعنوان “الموسيقى والغناء في بلاد الرافدين”، مؤلفه الرائع سالم حسين الأمير. يتناول هذا العمل الأدبي الفريد في صفحاته الـ 292 موضوعاً أساسياً يتعلق بفنون الصوت والإيقاع في منطقة الرافدين الخصبة.
تعكس صفحات هذا الكتاب الغنيّة جهداً بحثياً ممتازاً، حيث يستكشف الكاتب بأسلوبه الرشيق والشيق تاريخ الموسيقى والغناء في تلك البقعة الفريدة من العالم. يُسلط الضوء على التأثير الكبير الذي كانت له هذه الفنون على الحضارة الرافدية، حيث يستعرض الكتاب ببراعة العصور المختلفة وكيف تطوّرت الفنون الموسيقية على مدى العصور في هذه الأرض الخصبة.
تتنوع مواضيع الكتاب بين دراسة عميقة للآلات الموسيقية التقليدية التي ازدهرت في المنطقة وتأثيرها على التراث الفني، وصولاً إلى تحليل دقيق لأبرز الفنانين والغنّاء الذين أسهموا في نشر هذا الفن الجميل. يستعرض الكتاب بجدية وموضوعية العديد من الأحداث الثقافية والتطورات الاجتماعية التي أثرت في تطوير هذا الفن وجعلته جزءاً لا يتجزأ من تاريخ بلاد الرافدين.
تشد الكتاب بين طياته ذلك العالم المتنوع للموسيقى والغناء، حيث يتيح للقارئ فهماً أعمق للروح الفنية التي كانت تنبع من تلك الأرض الخصبة. يُبرز الكتاب الجهود الكبيرة التي بُذلت للحفاظ على تراث الموسيقى في بلاد الرافدين، وكيف ترسخت هذه الفنون في الوجدان الثقافي للمجتمع.
يأتي هذا الكتاب تحت إشراف دار الرائد العربي، وهي دار نشر معروفة بدعمها للأعمال الأدبية ذات القيمة الثقافية العالية. يأتي الكتاب بغلاف عادي، يعكس بساطته وتركيزه على جوانب العلم والفن.
في ختام هذه الرحلة الممتعة داخل صفحات “الموسيقى والغناء في بلاد الرافدين”، يظهر القارئ وكأنه قد أجرى رحلة عبر العصور، يحمل في ذهنه تفاصيل متنوعة وشيّقة عن تاريخ الفنون الموسيقية في هذه البقعة الفريدة من العالم. يعتبر هذا الكتاب إضافة لا غنى عنها لكل محبي الفنون والثقافة، حيث يقدم رؤية شاملة وعميقة لعالم الموسيقى في بلاد الرافدين.