في كتابه المميز بعنوان “أصول الثقافة السريانية في بلاد ما بين النهرين”، يقدم الكاتب فؤاد قزانجي رحلة فريدة وشاملة إلى تاريخ وجذور الثقافة السريانية في بلاد ما بين النهرين. يأخذنا الكتاب في رحلة عبر الزمن إلى الفترات الأولى لتأسيس الكنيسة الشرقية في العراق، حيث يتناول الكاتب بشكل دقيق وشامل الأحداث والشخصيات التي ساهمت في بناء هذا التراث الثقافي الفريد.
ترتبط جذور الكنيسة الشرقية في العراق بالرسول مار ادّي وتلميذه مار ماري الذي يُعتبر أول رئيس للكنيسة في بلاد بين النهرين. ومن هنا نشأت سلسلة من الأبراشيات التي انبثقت من مركزها الرئيسي في ساليق – قطيفون (المدائن). يستعرض الكتاب بدقة تفاصيل هذه الأبراشيات وتطورها على مر العصور، مما يسلط الضوء على أهمية هذه الكنيسة في صياغة الهوية الثقافية والدينية في تلك المنطقة.
تتزامن فترة الفتح الإسلامي مع وجود الجاثليق أيشوعياب الثاني عام 646، وهو حدث يتناوله الكتاب بعمق، مسلطًا الضوء على التأثيرات والتغيرات التي طرأت على الكنيسة والثقافة السريانية في ذلك السياق التاريخي المحوري.
بلغ عدد صفحات هذا العمل الرائع 208 صفحة، وصدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون في عام 2010. يأتي الكتاب بغلاف كرتوني فاخر، مما يعكس اهتمام الناشر بتقديم عمل ذي جودة عالية في جميع جوانبه.
يتميز الكتاب بتصنيفه ضمن فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في فرع العلوم السياسية، مما يجعله مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالدراسات الثقافية والدينية في بلاد ما بين النهرين.
باختصار، يعد كتاب “أصول الثقافة السريانية في بلاد ما بين النهرين” لفؤاد قزانجي إضافة قيمة للمكتبة الثقافية، حيث يقدم رؤية معمقة وشاملة للتطورات التاريخية والثقافية للكنيسة السريانية في تلك المنطقة الحيوية من العالم.