في كتاب “بدايات الصحافة الليبية 1866-1922” الذي ألفه عبد العزيز سعيد الصويعي، يتناول المؤلف بعناية وعمق الفترة الزمنية الممتدة من عام 1866 إلى عام 1922، مسلطاً الضوء على نشأة وتطور الصحافة في ليبيا خلال هذه الفترة المهمة من تاريخ البلاد. يقدم الصويعي في هذا العمل الأدبي الثري والشامل للمهتمين بالصحافة والإعلام، رحلة تاريخية مميزة تتخذنا من خلال المراحل المختلفة التي مر بها ميدان الصحافة في هذا الزمان البعيد.
تبدأ الرحلة بعرض تاريخي دقيق للأحداث الرئيسية التي سُجلت في ليبيا خلال تلك الفترة، حيث يقدم الصويعي رؤيته الخاصة لكيفية تأثير هذه الأحداث على ظهور وتطور وسائل الإعلام والصحافة. كما يتناول الكتاب بشكل مفصل وشامل الأفكار السياسية والاجتماعية والثقافية التي كانت تلعب دورًا هامًا في تشكيل هذا الميدان.
من خلال الصفحات الـ257، يستعرض الصويعي مختلف الصحف والمطبوعات التي نشرت في تلك الحقبة الزمنية، مسلطًا الضوء على دورها وتأثيرها في تشكيل الرأي العام ونقل الأحداث والمعلومات. يبرز المؤلف الشخصيات البارزة في عالم الصحافة الليبية في تلك الفترة، مما يضيف للقارئ رؤية فريدة حول الشخصيات التي ساهمت في بناء هذا القطاع الحيوي.
علاوة على ذلك، يتناول الصويعي في كتابه هذا العديد من الجوانب التقنية والتحولات الصحافية التي شهدها المجتمع الليبي، مما يضيف بُعدًا إضافيًا للفهم الشامل لتطور الصحافة في تلك الحقبة.
يمتاز الكتاب أيضًا بالدقة في الأبحاث والمراجع التاريخية، حيث يقوم الصويعي بتوثيق المعلومات والحقائق بشكل يضمن الدقة والمصداقية. بالإضافة إلى ذلك، يستند الكتاب إلى مصادر أصلية ووثائق تاريخية، مما يجعله مرجعًا قيمًا للباحثين وطلاب الصحافة والتاريخ على حد سواء.
في الختام، يعد كتاب “بدايات الصحافة الليبية 1866-1922” إسهامًا مهمًا في فهم تاريخ الصحافة في ليبيا، ويقدم رؤية شاملة وعميقة لتلك الفترة الزمنية المثيرة والمحورية في تطور الإعلام في هذا البلد.