في كتاب “تاريخ الصحافة السورية واللبنانية من العهد العثماني حتى الاستقلال 1800-1947” الذي قام بتأليفه الكاتب شمس الدين الرفاعي، يُقدم لنا مقالًا تاريخيًا شيقًا وشاملًا حول رحلة الصحافة في المنطقة منذ العصور القديمة وحتى الفترة التي سبقت استقلال سوريا ولبنان في العام 1947. يتناول الكتاب العديد من الجوانب المثيرة للاهتمام حيث يتأمل القارئ في طياتها تطورات الصحافة والإعلام في هذا السياق الزمني الطويل.
من خلال 538 صفحة من النصوص المتنوعة والمعلومات الثرية، يقدم الرفاعي نظرة شاملة عن كيفية تأثير العهد العثماني على البنية الإعلامية في المنطقة، وكيف تطوّرت وتغيرت الصحافة على مر العصور، مع التركيز على الجوانب التاريخية والثقافية التي أثّرت في هذا التطوّر.
وفيما يتعلق بالناحية الفنية للكتاب، يتميز بغلافه العادي الذي يعكس بساطة وأناقة التصميم، ما يسهم في جعل القارئ ينغمس بسهولة في مضمون الكتاب. كما أن اختيار المؤسسة العربية للدراسات والنشر كناشر للعمل يعزز من مصداقيته ويعكس الاهتمام بالمضمون العلمي للكتاب.
تتنوع المعلومات في الكتاب بين تحليل الأحداث التاريخية ودور الصحافة في تسليط الضوء على قضايا المجتمع والسياسة. يُظهر الكتاب أهمية الصحافة كوسيلة توثيقية وتأثيرها في تشكيل الرأي العام، ويسلط الضوء على الشخصيات البارزة في ميدان الصحافة خلال الفترة المذكورة.
في الختام، يمثل كتاب شمس الدين الرفاعي “تاريخ الصحافة السورية واللبنانية من العهد العثماني حتى الاستقلال 1800-1947” مصدرًا قيمًا للباحثين والمهتمين بتاريخ الصحافة في المنطقة، حيث يجمع بين الدقة التاريخية والأسلوب السلس، مما يجعله إضافة ذات قيمة للمكتبات والمهتمين بالتراث الثقافي والإعلامي لسوريا ولبنان.