تأخذنا رحلة مثيرة وعميقة إلى أروقة تاريخ الدولة العباسية في كتاب “تاريخ الدولة العباسية” الذي كتبه العالم والمؤرخ محمد طقوش. يمتد هذا العمل الضخم على 280 صفحة من الورق النافذ، وقد أبصر النور في عام 1996 بواسطة دار النفائس في لبنان، مقدماً للقراء والباحثين لمحة ثاقبة حول فترة تاريخية حاسمة في الحضارة الإسلامية.
ينقلنا المؤلف في رحلة زمنية متنوعة تبدأ منذ نشأة الدولة العباسية وتمتد حتى سقوطها الأليم على يد المغول في عام 1258م، كشفاً الستار عن الأحداث المعقدة والمتشابكة التي مرت بها هذه الدولة الكبيرة. يقدم طقوش لنا تحليلاً عميقاً للأبعاد السياسية التي أثرت في صياغة ملامح هذه الفترة، مشيراً إلى الكيانات السياسية المتعددة التي شكلت هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف.
يتأمل الكتاب في كيفية تأثير الانتقال من الأمويين إلى العباسيين كنقطة تحول حاسمة في تاريخ الإسلام. يسلط الضوء على التغييرات الجذرية التي طرأت على الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية للمجتمع العربي الإسلامي. يركز الكتاب أيضاً على فتح الباب أمام المسلمين غير العرب للتألق في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
غطاء الكتاب الورقي يلفت النظر، وهو يعكس بشكل جميل جوانب الأهمية التاريخية لهذا العمل. يعتبر هذا الكتاب قطعة أساسية في فئة التاريخ والجغرافيا، وبشكل أدق في فرع الدراسات التاريخية.
باختصار، يقدم الكتاب للقارئ رحلة مثيرة وعميقة إلى فترة مهمة في التاريخ الإسلامي، مكشوفاً الستار عن الأحداث والتحولات التي شكلت مسار الحضارة العربية والإسلامية.