السفينة “فليتشر” الحربية تعتبر واحدة من الدمارة الرئيسية في الأسطول البحري للولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية. تم تسمية هذه السفينة تكريمًا لأدميرال فرانك جاكوب فليتشر، الذي خدم في البحرية الأمريكية خلال القرن العشرين وأظهر تفانيًا وشجاعة لا مثيل لهما. بنيت السفينة كجزء من برنامج البناء البحري الضخم الذي أطلقته الولايات المتحدة خلال الحرب لتعزيز القدرة البحرية للتحالفات وتعبئة الجهود الحربية ضد المحاور المعادية.
تم تدشين الدمارة “فليتشر” في عام 1942، وقدمت إلى الخدمة في البحرية الأمريكية بفخر واعتزاز. كانت تلك الفترة من الزمن حاسمة للولايات المتحدة، حيث كانت تواجه تحديات هائلة في مواجهة القوات الألمانية واليابانية في المحيطين الأطلسي والهادئ على حد سواء. بفضل تصميمها القوي وقدرتها على تحمل الظروف القاسية للمحيط، كانت الدمارة “فليتشر” ضمن الأسلحة الرئيسية التي ساهمت في تحقيق السيطرة البحرية للتحالفات.
ومع ذلك، لم تكن مساهمتها مقتصرة على دور الدفاع فحسب، بل شملت أيضًا القيام بدور هجومي بارز، حيث شاركت في عدة معارك بحرية حاسمة خلال الصراع. ومن بين هذه المعارك الشهيرة، يمكن ذكر مشاركتها في معركة جزيرة غوادالكانال (Guadalcanal) ومعركة ليتي غلف (Leyte Gulf)، حيث قامت بأداء استثنائي وساهمت في تحقيق النصر في تلك اللحظات الحرجة.
ومن الجدير بالذكر أن الدمارة “فليتشر” كان لها دور بارز في دعم العمليات البحرية للتحالفات طوال فترة الحرب، وقدمت تضحيات كبيرة في سبيل تحقيق النصر النهائي على أعداء الديمقراطية والحرية. بعد انتهاء الحرب، استمرت في خدمة البحرية الأمريكية لبعض الوقت قبل أن تتقاعد وتُعتبر معلمة تاريخية مهمة للتذكير ببطولات الأجيال السابقة وتفانيها في الدفاع عن القيم الإنسانية والحضارية.