تاريخ الدساتير العراقية: الوثائق 1925-1974

في عالم الوثائق الدستورية العراقية التي شكلت خيوط النسيج القانوني للبلاد في الفترة من عام 1925 إلى عام 1974، نجد أن هذه الوثائق ليست مجرد صفحات ورقية تحمل نصوصاً قانونية، بل هي تاريخ مليء بالتحولات والتطورات السياسية التي شهدتها العراق. يستعرض كتاب “الوثائق الدستورية العراقية 1925-1974” هذه الرحلة الطويلة والمعقدة، حيث يكشف النقاب عن الجوانب الأساسية للنظام السياسي في تلك الفترة الزمنية الحيوية.

تأتي هذه الوثائق في ظل الظروف التاريخية المتغيرة، حيث شهدت العراق تأثيرات متعددة للأحداث الهامة، بدءًا من إعداد الدستور الدائم الأول في عام 1925 خلال فترة حكم الملك فيصل الأول. وفي مسعى لتوثيق هذه الفترة، صدرت على مر الزمن ثلاث تعديلات على الدستور الأصلي، وكان لها الأثر الكبير في تشكيل هيكل السلطة وتوجيه مسيرة العراق.

مع إسقاط النظام الملكي في يوليو 1958، شهدت البلاد فترة من الاضطراب السياسي، وقد أثرت هذه الظروف على الوثائق الدستورية. صدر الدستور المؤقت في يوليو 1958، ومن ثم جرت تعديلات عدة خلال فترات الحكم المختلفة. هذه التحولات السياسية والقانونية أضفت بعداً جديداً للوثائق، مما يبرز الديناميات الدائرة في الساحة السياسية العراقية.

يأخذ الكتاب القارئ في رحلة استكشافية لتلك الوثائق الدستورية، حيث يتيح له الفرصة لفهم عمق التغييرات التي شهدتها الساحة السياسية في العراق. ومع احتوائه على نصوص تلك الوثائق وملاحقها بين دفتيه، يصبح هذا الكتاب ليس فقط وثيقة تاريخية، بل مرجعاً حيوياً للباحثين والمهتمين وكل من يسعى لفهم التطورات السياسية في العراق خلال الفترة المعنية.

تصدر هذا الكتاب القيم عن دار قرطاس للنشر، حيث يضم 230 صفحة تعكس جهداً تحقيقياً شاملاً للوثائق المعنية. ورغم أن مؤلفه لا يحمل اسم محدد، يظل إسهامه ذا أهمية كبيرة في إبراز الجوانب القانونية والسياسية للعراق في تلك الفترة الزمنية المهمة.