تشخيص سرطان المبيض: دليل شامل

تشخيص سرطان المبيض

يُعتبر سرطان المبيض من أنواع السرطان التي تصيب المبايض، وهي أعضاء مهمة في الجهاز التناسلي الأنثوي. يشهد هذا النوع من السرطان انخفاضًا نسبيًا في معدلات التشخيص المبكر، حيث غالبًا ما يتم اكتشافه في مراحل متقدمة، مما يصعب علاج المرض ويؤثر سلبًا على فرص الشفاء. في هذا المقال، سنستعرض بشكل مفصل جوانب تشخيص سرطان المبيض، بما في ذلك أعراضه، الفحوصات اللازمة، ودور التاريخ الطبي والفحص الجسدي في تحديد المرض.

مقدمة في سرطان المبيض

يُعتبر سرطان المبيض من الأنواع التي تصيب خلايا المبايض التي تنتج البويضات، ويعد من الأسباب الرئيسية للوفاة بين النساء المصابات بسرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي. وفقًا للإحصاءات، يصاب العديد من النساء بسرطان المبيض في مراحل متقدمة حيث يصبح العلاج أكثر صعوبة. ورغم أنه قد يصيب النساء في أي مرحلة عمرية، إلا أنه يكون أكثر شيوعًا في النساء بعد سن الأربعين، وبالتحديد بين سن الـ 55 والـ 64. ولكن تظل التشخيص المبكر والعلاج الفعال هما العاملان الرئيسيان اللذان يمكن أن يحسنا من فرص الشفاء.

أعراض سرطان المبيض

من المعروف أن سرطان المبيض في مراحله المبكرة غالبًا ما لا يظهر عليه أي أعراض واضحة، مما يجعل من الصعب اكتشافه في المراحل الأولية. ومع ذلك، هناك بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود مشكلة في المبيضين، والتي يمكن أن تكون علامة على الإصابة بسرطان المبيض:

1. الانتفاخ أو الشعور بالامتلاء: يعاني العديد من النساء المصابات بسرطان المبيض من شعور دائم بالانتفاخ أو امتلاء البطن، وهو عرض قد يُخلط في بعض الأحيان مع اضطرابات هضمية أخرى مثل الانتفاخ الناتج عن الغازات.

2. ألم في منطقة الحوض أو البطن: قد تشعر المرأة بألم مستمر في منطقة الحوض أو أسفل البطن، وهو عرض شائع قد يربط في البداية بمشاكل أخرى مثل الالتهابات أو التكيسات المبيضية.

3. التغيرات في التبول: قد يعاني المصابون بسرطان المبيض من تكرار التبول أو الشعور بالضغط على المثانة بشكل مفاجئ. يمكن أن تكون هذه التغيرات نتيجة للضغط الذي يضعه الورم على الأعضاء المحيطة.

4. تغيرات في الشهية أو فقدان الوزن غير المبرر: يؤدي سرطان المبيض أحيانًا إلى فقدان الوزن بشكل غير مفسر، حتى في حالة عدم حدوث تغييرات كبيرة في النظام الغذائي. وقد يترافق مع فقدان الشهية.

5. الإرهاق المستمر: الشعور بالتعب الشديد والمستمر دون سبب واضح يمكن أن يكون من الأعراض المصاحبة لهذا النوع من السرطان.

الفحوصات الطبية المستخدمة في تشخيص سرطان المبيض

نظرًا لأن أعراض سرطان المبيض قد تكون غير محددة أو مشابهة لأعراض حالات صحية أخرى، يصبح من الضروري إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية لتحديد التشخيص بدقة. وتشمل هذه الفحوصات:

1. الفحص السريري (الفحص الجسدي):
   خلال الفحص السريري، يقوم الطبيب بالتحقق من وجود أي علامات غير طبيعية في البطن أو الحوض، مثل وجود كتلة أو تورم غير طبيعي. قد يقوم الطبيب أيضًا بالاستماع إلى تاريخ الأعراض السابقة التي قد تشير إلى وجود ورم.

2. فحص الدم – اختبار CA-125:
   يعد اختبار CA-125 من أشهر الفحوصات الدموية المستخدمة في تشخيص سرطان المبيض. يُستخدم هذا الاختبار لقياس مستوى بروتين يسمى “CA-125” في الدم، وهو يُنتج عادة بواسطة خلايا المبيض. يُلاحظ أن مستوى هذا البروتين يرتفع بشكل كبير في حالات سرطان المبيض، ولكن يمكن أن يكون مرتفعًا أيضًا في حالات أخرى مثل الأورام الليفية أو التهاب الحوض. لذلك، لا يُعتبر هذا الفحص وحده دليلًا قاطعًا على الإصابة بالسرطان.

3. الأشعة فوق الصوتية (الموجات فوق الصوتية):
   تُستخدم الموجات فوق الصوتية بشكل شائع لفحص المبايض والتحقق من وجود أورام أو كتل في المنطقة. يعتبر هذا الفحص من أسهل وأكثر الفحوصات غير الجراحية شيوعًا للكشف عن السرطان. يتم إدخال جهاز الموجات فوق الصوتية عبر المهبل (الفحص المهبلي) للحصول على صورة مفصلة للمبايض والرحم.

4. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):
   في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب فحصًا بالرنين المغناطيسي للحصول على صور دقيقة للأعضاء الداخلية. يساعد هذا الفحص في تحديد ما إذا كان الورم قد انتشر إلى الأنسجة المحيطة أو الأعضاء الأخرى.

5. التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan):
   يُستخدم التصوير المقطعي المحوسب لفحص المبايض والأعضاء المحيطة بها. يساعد هذا الفحص في تحديد حجم الورم والمناطق التي قد يكون قد انتشر إليها، مثل الغدد الليمفاوية أو الأعضاء المجاورة.

6. الخزعة (Biopsy):
   تُعد الخزعة الخطوة النهائية لتشخيص سرطان المبيض بشكل قاطع. خلال هذه العملية، يتم أخذ عينة صغيرة من الأنسجة المشتبه بها من المبيض وتحليلها تحت المجهر. يمكن أن يتم إجراء الخزعة باستخدام تقنيات مثل تنظير البطن، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا وأدوات جراحية عبر شق صغير في البطن.

التشخيص التفريقي

يُعد التمييز بين سرطان المبيض وحالات صحية أخرى متشابهة في الأعراض أمرًا بالغ الأهمية. قد تتشابه أعراض سرطان المبيض مع العديد من الحالات الطبية الأخرى مثل:

• التكيسات المبيضية: وهي أكياس مملوءة بالسوائل تتكون على المبيض، وعادة ما تكون غير ضارة، ولكن قد تتسبب في أعراض مشابهة لتلك التي يسببها سرطان المبيض.

• التهاب الحوض: يمكن أن يسبب التهاب الحوض أعراضًا مشابهة لسرطان المبيض، مثل آلام البطن والشعور بالانتفاخ.

• الاضطرابات الهضمية: مثل متلازمة القولون العصبي أو مشاكل أخرى في الأمعاء قد تُسبب ألمًا في البطن وانتفاخًا مشابهًا للأعراض التي يسببها سرطان المبيض.

مراحل سرطان المبيض

يتم تصنيف سرطان المبيض إلى أربع مراحل رئيسية، تُحدد بناءً على حجم الورم ومدى انتشاره إلى الأنسجة أو الأعضاء المجاورة:

1. المرحلة الأولى: ينحصر الورم في المبيضين فقط، دون أن ينتشر إلى الأعضاء الأخرى.

2. المرحلة الثانية: ينتشر الورم إلى الأعضاء المحيطة بالمبايض مثل الرحم أو قناتي فالوب.

3. المرحلة الثالثة: ينتشر الورم إلى تجويف البطن أو الغدد الليمفاوية.

4. المرحلة الرابعة: يتم تحديدها عندما ينتشر السرطان إلى أعضاء بعيدة مثل الرئتين أو الكبد.

الخاتمة

إن تشخيص سرطان المبيض يتطلب فحصًا دقيقًا وشاملًا نظرًا لعدم وضوح أعراضه في المراحل المبكرة. يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات الطبية التي تشمل الفحص السريري، اختبار الدم، التصوير الطبي، وأحيانًا الخزعة. من الضروري أن تتعاون النساء مع أطبائهن في مراقبة الأعراض والتحقق من أي تغييرات غير مفسرة في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك اهتمام خاص بإجراء فحوصات منتظمة للكشف المبكر، لا سيما في النساء ذوات العوامل الوراثية أو التاريخ العائلي للإصابة بسرطان المبيض.