في كتابه الذي يحمل عنوان “الأسماعيليون في مجتمعات العصر الوسيط الإسلامية”، يقدم الكاتب فرهاد دفتري نظرة شاملة وعميقة إلى دور الأسماعيليين في العصور الوسطى من العصور الإسلامية. يأخذنا الكتاب في رحلة تاريخية تستند إلى أحدث الأبحاث والدراسات، لفتح نوافذ الفهم أمام القارئ نحو تلك الفترة المهمة.
حتى منتصف القرن العشرين، كانت المعرفة المتاحة حول الأسماعيليين محدودة، حيث كانوا يُدرسون ويُحكم عليهم بشكل شبه كامل استنادًا إلى وقائع قام أعداؤهم بجمعها أو حتى باختراعها. يقدم دفتري في كتابه هذا تصحيحًا للمفاهيم الخاطئة والأفكار النمطية حول الأسماعيليين، حيث يعيد بناء السرد التاريخي بأسلوب متقن وموضوعية عالية.
يعكس الكتاب بشكل دقيق كيف تم استخدام الأساطير حول تعاليم الأسماعيليين وممارساتهم كأداة لتشويه سمعتهم وتشويه فهم المجتمع لهم. ينتقل القارئ خلال صفحاته عبر العالم الإسلامي وحتى الغرب، حيث تنتشر هذه الأساطير بشكل واسع، مما يلقي الضوء على التأثير الذي كان للأسماعيليين في مختلف المجتمعات والثقافات.
تمتد صفحات الكتاب إلى مجموعة متنوعة من المواضيع، مما يشمل الجوانب الاجتماعية والثقافية والدينية. يعتبر الكتاب مصدرًا قيمًا للباحثين والعامة على حد سواء، حيث يقدم نظرة متكاملة ومتعمقة حول دور الأسماعيليين في تشكيل وتأثير المجتمعات الإسلامية خلال العصور الوسطى.
صدر هذا العمل الرائع عن دار الساقي للنشر والتوزيع في عام 2008، ويتألف من 296 صفحة، ما يجعله مرجعًا شاملاً ومفصلًا في فهم تاريخ وتأثير الأسماعيليين. يتميز الكتاب بغلاف ورقي يجسد التفرد والاهتمام بالتفاصيل الجمالية، مما يعزز قيمته كعمل أدبي فني. يندرج الكتاب تحت فئة التاريخ والجغرافيا، وتحديدًا تحت الدراسات التاريخية، مما يجعله مساهمة قيمة في فهم التطورات الثقافية والدينية في العصور الوسطى.