في عالم الأزياء الذي يعتبر تعبيرًا فنيًا وثقافيًا يمتد عبر العصور، يقدم كتاب “تاريخ الأزياء وتطورها” للمؤلفة خالدة الربيعي رحلة شيقة وشاملة في غمرة تفاصيل تنسج خيوط الزمن والثقافات المتعددة. تتألف هذه السطور الفاتنة على صفحاته الـ172 من مشهدية غنية ووصف دقيق، يأخذ القارئ في رحلة زمنية تبدأ من أقدم العصور وتمتد إلى يومنا هذا.
تعكس الصفحات الأولى من هذا العمل الأدبي الفريد تفاصيل تطور الأزياء عبر العصور، حيث يتم استعراض أهم اللحظات التاريخية التي أثرت في تحولات الأزياء وأسلوب الملبوسات. يتخذ الكتاب من منشورات الجامعة اللبنانية منبرًا ليتناول الجوانب الثقافية والاجتماعية التي ترتبط بالأزياء، ملقيًا الضوء على الأثر العميق الذي كان لها في تشكيل هويات الشعوب وتعبيرها عن تقاليدها.
في عرضها للمعلومات، تفرد الربيعي بطرح أفق متعدد الأبعاد، حيث يمزج بين الجوانب الجمالية والوظيفية للأزياء، متنقلًا بين الألوان والأقمشة وتصاميم الملابس بأسلوب يجمع بين العاطفة والواقع. ومع رصد تطورات الموضة على مر العصور، يسلط الكتاب الضوء على التأثير الهائل الذي كانت للهندسة على تصميم الأزياء، متجاوزًا الحدود الزمانية والمكانية ليتناول تطورات هندسية تشكلت وسط ثقافات متنوعة.
يتناول هذا الكتاب في تفاصيله اللامحدودة مختلف الفئات والأنماط الأزيائية، حيث يجسد المؤلف في كل صفحة تحليلًا دقيقًا للتغيرات التي طرأت على الأزياء في مختلف العصور. بلا شك، يعد هذا العمل إضافة قيمة لمكتبة الكتب الخاصة بالعلوم والطبيعة، حيث يقدم رؤية شاملة ومستفيضة حول تطورات الأزياء ودورها في تشكيل مسارات التاريخ والثقافة.
وفي غلافه العادي البسيط، يعكس الكتاب أناقة مضمونه وعمق موضوعه، مما يجعله قطعة أساسية لكل عشاق فن الأزياء والباحثين في تاريخها. بلا شك، يترك هذا الكتاب بصمة فريدة في عالم الأدب العربي، حيث يفتح أبواب التفكير والاستكشاف لكل من يسعى لفهم جذور وتطورات هذا الفن الراقي والمعقد.