يتناول كتاب “الفلسفة والتأويل” للمؤلفة نبيهة قاره موضوع العقل التأويلي وتطوره عبر العصور، حيث بدأت هذه الفلسفة بوعي رهانها الفلسفي في منتصف القرن الثامن عشر، وقد استخدمت فن التأويل، المعروف أيضًا بالهيرمينوطيقا، كأسلوب لتفسير النصوص الدينية، وكنمط للنظر العقلي في تحليل الرموز، وأخيرًا كنوع من الفلسفة المتأتية من نظرة فريدة تجاه الوجود والشعور أو العقل.
تتناول المؤلِّفة في كتابها بعض المراحل الهامة في تاريخ العقل التأويلي من خلال دراسة أعمال بارزة ترتبط أسماؤها بالهيرمينوطيقا، مثل هوسرل وهيدغر ونابير وديلثي وشلايرماخر. كما تقيم مواجهة ضرورية بين الهيرمينوطيقا وباقي العلوم الإنسانية، وبخاصة علم النفس والتحليل النفسي.
وتستكشف المؤلِّفة بعض الميادين التي تدخل فيها الفلسفة التأويلية والمجالات التي يبرز فيها نشاطها، مثل هيرمينوطيقا الفعل وتأويل الظاهرة التاريخية للدين. وتتعرض أخيرًا لتجربة المخيال في مجال الإعلام، من خلال حوار يناقش الفكر التأويلي والفكر ما بعد الحديث بشأن حضارة “الصورة”، التي تُعتبر لغة العصر بلا منازع.
ويركز الكتاب على الجوانب الفلسفية والتأويلية، مقدمًا للقارئ رؤية شاملة وعميقة لهذا المجال، وذلك من خلال استعراض مفاهيم ومراحل تطور الفلسفة التأويلية وتحليلها بعمق وتأمل، ما يُعزز الفهم والتفكير النقدي للقارئ ويسهم في إثراء المعرفة والثقافة الفلسفية لديه.