“شخص آخر ماما” هو عنوان رواية كتبها ديفيد هاينز، والتي تم نشرها في شهر أبريل من عام 1995 عن طريق دار نشر Milkweed Editions. تقع الرواية في قلب مدينة صغيرة شمالي ولاية ميسوري، حيث تكاد تكون البيئة حصريًا للأمريكيين من أصل أفريقي. تتمحور القصة حول حياة باولا وأل جونسون وتوأميهما، حيث يبدو الاستقرار يعم حياتهم في الظاهر. تربى كل من أل وباولا في بيئة ميسورة؛ أل كان ابن أنجح شخص في المدينة، مالك الجريدة المحلية ورئيس البلدية، بينما نشأت باولا في أحضان عائلة ريادية بمدينة سانت لويس، ضمن مجموعة من العائلات السوداء الثرية التي أولت اهتمامًا كبيرًا بتعليم أبنائها ودمجهم في أنشطة اجتماعية راقية.
في بداية الرواية، نجد أل يترشح بتردد لمنصب العمدة، بينما يعاني التوأم من الخلافات، وتحاول باولا التمسك بزمام الأمور. الوضع يتعقد أكثر مع وصول زينوبيا كيزي، والدة أل المستقلة والصريحة والتي تتمتع بشخصية قوية ورأي محدد. تأتي ميس كيزي من سانت بول حيث عاشت منذ وفاة زوجها الثاني الذي أحبته كثيرًا. ترغب في العودة إلى ديارها، بعيدًا عن ذكريات زوجها الأول، والد أل، وتظهر بوضوح مشاعر الاستياء تجاه باولا ومحاولاتها للعناية بها.
يعكس هذا التوتر في العلاقات بين الشخصيات جوانب متعددة من الحياة الأسرية والتحديات التي تواجهها. باولا، في محاولاتها للتقرب من ميس كيزي، تواجه عدة قضايا خطيرة في حياتها، بما في ذلك الموت الوحيد لأمها الذي ما زال يطاردها، والانخراط المحدود لزوجها أل في الحياة العاطفية لعائلتهما. هذه العناصر تكشف الرواية لتبين الرغبة العميقة في حياة عائلية ذات معنى وتأثير.
يقدم ديفيد هاينز في “شخص آخر ماما” نظرة ثاقبة إلى الحياة الأسرية والعلاقات البشرية في سياق اجتماعي وثقافي محدد. من خلال تصويره للشخصيات والأحداث، يبرز الروائي تعقيدات العلاقات الأسرية والاجتماعية والنفسية التي تشكل حياة الأفراد. يعالج الكتاب بمهارة قضايا مثل الانتماء، والهوية، والتفاهم بين الأجيال، والتحديات التي تواجهها الأسر في مواجهة تغيرات الحياة وتقلباتها.
في نهاية الرواية، تترك الشخصيات القارئ مع فهم أعمق للتحديات التي يمكن أن تواجه الأسر في أوقات الضغط والتغيير، وكذلك القوة التي يمكن أن تظهر عندما يسعى الأفراد جاهدين لتجاوز الخلافات وبناء جسور التفاهم والدعم المتبادل. بذلك، تعد الرواية إضافة قيمة للأدب الذي يستكشف ديناميكيات العائلة وتأثير الخلفيات الثقافية والاجتماعية على العلاقات الأسرية.