“جامع الطباخ”، هذا المعلم المعماري الرائع الذي يتوسط منطقة عابدين في القاهرة، يعد تحفة فريدة من نوعها تشهد على العراقة والتاريخ العظيم لمصر. يقع الجامع عند مدخل محطة مترو “محمد نجيب”، وقد شهد تطورات متعددة على مر القرون، حيث يمتد تاريخه لأكثر من 800 عام.
موقع جامع الطباخ يتمتع بقربه من مبنى محافظة القاهرة، حيث يتألق في شارع الشيخ “إسماعيل الصنافيري”، الذي كان يعرف سابقًا بشارع “باب اللوق” نسبة إلى ضريح “الشيخ الصنافيري” المتواجد في المنطقة.
بدأت رحلة بناء جامع الطباخ في العام 1243م، في مرحلته الأولى التي قادها الأمير المملوكي “جمال الدين أقوش استادار”، أثناء عهد “الملك الصالح نجم الدين أيوب”. وقد كانت هذه المرحلة تعكس اهتمام الأمير أقوش بالعمارة وترميم المساجد، مثل جامع الطباخ.
تبعت المرحلة الثانية بعد وفاة “أقوش”، حيث تراجعت حالة الجامع وتهدمت جدرانه. ولكن بفضل الحاج “علي الطباخ”، طباخ قصر السلطان الناصر “محمد قلاوون”، تم ترميم وتجديد الجامع، وحصل على اسمه الحالي منه.
في المرحلة الثالثة، وبعد طرد الحاج “علي الطباخ” من الخدمة السلطانية ووفاته، دخل الجامع مرحلة جديدة من الإهمال استمرت لأكثر من 600 سنة. إلا أنه تدخلت وزارة الأوقاف المصرية في عهد الملك “فؤاد الأول” لإزالة الجامع بصورة كاملة، وأقيم مكانه المسجد الحالي في عام 1350هـ.
تعتبر هذه الرحلة التاريخية لجامع الطباخ رمزًا للتراث المعماري في مصر، حيث اجتمعت فيه العناصر التاريخية والثقافية لتخلق لوحة فنية تروي قصة العصور المختلفة التي شهدتها هذه الأرض العظيمة.
المزيد من المعلومات
جامع الطباخ، هذا المعلم الثقافي البارز في وسط البلد، يتحدث عن عبق التاريخ والتنوع الثقافي الذي يعكسه. بينما يمثل الجانب المعماري للجامع فنًا رائعًا، يكمن في طيات تاريخه العديد من القصص والحكايات التي تلقي الضوء على تطور المجتمع المصري على مر العصور.
يعتبر الشارع الذي يتوسط المنطقة، شارع الشيخ “إسماعيل الصنافيري”، موطنًا للتاريخ، حيث يأخذ اسمه من ضريح “الشيخ الصنافيري”. يكمن جمال الجامع في تكامله مع هذا السياق التاريخي، مما يبرز أهمية الحفاظ على هذه الروابط الثقافية.
مراحل بناء الجامع تعكس عناية الحكام والشخصيات البارزة بترميم وبناء المساجد، وتعكس روح الإبداع والفن في مصر. في المرحلة الثانية، حينما كاد الجامع أن يصبح جزءًا من الماضي، كان للحاج “علي الطباخ” الدور البارز في إحياء هذا المعلم. يمكن أن يعتبر هذا التدخل الشخصي مثالًا على التزام الأفراد تجاه تراثهم وثقافتهم.
مع انقضاء أكثر من 600 سنة من الإهمال، تداخلت وزارة الأوقاف المصرية لتأمين مستقبل الجامع، وذلك في عهد الملك “فؤاد الأول”. تم إزالة الجامع وإقامة المسجد الحالي في مكانه، وهو حدث يبرز أهمية الدور الحكومي في الحفاظ على التراث الثقافي.
إن تجديد المكان وتحويله إلى مسجد حالي يشكل فصلاً هامًا في تاريخ الجامع. يعتبر الجامع الحالي، الذي تم تشييده في عام 1350هـ، تجسيدًا للمستقبل والتطور، مع الحفاظ على روح وجمال التاريخ المصري. يظل جامع الطباخ بوابة تاريخية تنقلنا إلى عصور مختلفة وتروي لنا حكايات مصر العظيمة.