في كتاب “الصحافة العمانية المهاجرة وشخصياتها” الذي ألفه الكاتب محسن الكندي، يتناول النص بعمق وتأمل تاريخ الصحافة العمانية منذ نشأتها في أوائل القرن العشرين، حيث كانت تلك الفترة هي بداية فعّالة لتجسيد صورة دقيقة وشاملة للتحولات التي كان يختبرها المجتمع العماني في ذلك الوقت. الكتاب يتسم بالعمق والتحليل الدقيق، حيث يُعتبر الصحافة العمانية المهاجرة عنصرًا أساسيًا ووعاءً فعّالًا يحتضن ويحافظ على مختلف التحولات والتطورات الاجتماعية والثقافية.
يتمحور النص حول دور الصحافة كمرصد مركزي للتغييرات والتحولات الكبيرة التي شهدها المجتمع العماني، وكيف أنها لم تكن مجرد جهاز إعلامي بل كانت أيضًا وعاءً يحتفظ بجملة التحولات والتغييرات التي شهدها المجتمع في مختلف المجالات. ومن خلال رؤية الكاتب، يتضح أن الصحافة لعبت دورًا حيويًا في تشكيل الوعي الجماعي وفهم القضايا الاجتماعية والثقافية.
يمتد الكتاب على 520 صفحة، مما يعكس التفصيل الشامل والاستعراض الوافي للمواضيع التي يتناولها. ويقدم الكندي تحليلاته ورؤيته الفريدة للصحافة العمانية المهاجرة، مما يضفي على القارئ تفاصيل غنية وفهمًا أعمق للتطورات التي مر بها هذا الجانب الهام من الثقافة العمانية.
تتسم الكتابة في هذا العمل بالأسلوب السلس والعبارات المتقنة، مما يسهم في جعل القراءة تجربة ممتعة ومثرية. ومن خلال الغلاف العادي، يتميز الكتاب ببساطة تصميمه وركزه على جوانب المحتوى، مما يبرز أهمية العمق والمعرفة التي يقدمها.
يتجلى في هذا الكتاب تفاني الكاتب في استعراض وتوثيق تاريخ الصحافة العمانية المهاجرة، وكيف أنها تشكلت كعنصر حيوي وركيزة أساسية في فهم الماضي والحاضر وربما توجيه المستقبل للمجتمع العماني. إنه عمل ممتاز يستحق القراءة لفهم عمق الصحافة كجزء لا يتجزأ من الساحة الثقافية والاجتماعية في عُمان.