“خُلخال: خمس نساء مصريات يروين قصصهن” هو كتاب مميز في مجال العلوم الاجتماعية ودراسات المرأة، ألّفته نيرة عطية ونشرته دار النشر الجامعية في سيراكيوز، وذلك في شهر أغسطس من عام 1982. يعتبر هذا العمل من المنشورات الهامة التي تسلط الضوء على حياة المرأة المصرية ويقدم نظرة عميقة على التقاليد والعادات الاجتماعية التي تحكم وتشكل واقعهن اليومي.
يقع الكتاب في سياق الدراسات النسوية والاجتماعية، ويبرز بشكل خاص لتركيزه على الشهادات الحية لخمس نساء من مصر. هذه السرديات تعتبر ثمينة لأنها تقدم تفاصيل من الحياة اليومية للمرأة في المجتمع المصري خلال الفترة التي تغطيها الروايات، مما يوفر للقارئ فهمًا أعمق للتحديات والانتصارات التي تواجههن.
تتنوع القصص المروية في الكتاب بين حكايات عن الزواج والطلاق والعمل والتعليم، وهي تعكس بوضوح التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها مصر خلال العقود الماضية. من خلال هذه السرديات، يتمكن القارئ من رؤية كيف تتقاطع الأعراف الثقافية مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي لتشكل حياة هؤلاء النساء.
نيرة عطية، المؤلفة، تتميز بأسلوبها الأدبي الراقي وقدرتها على تقديم الحكايات بطريقة تجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من هذه التجارب الشخصية. لا تقتصر أهمية الكتاب على مجرد توثيق الحياة اليومية للمرأة المصرية، بل يتعدى ذلك إلى تحليل الأبعاد الاجتماعية والثقافية التي تلعب دورًا كبيرًا في شكل ومحتوى هذه التجارب.
من الجدير بالذكر أن الكتاب لا يتحفظ في طرح قضايا معقدة وجريئة مثل العنف ضد المرأة والحريات الشخصية والصراعات الأسرية، مما يجعله مصدرًا قيّمًا للباحثين والمهتمين بالدراسات الجندرية والاجتماعية في الشرق الأوسط.
إضافة إلى ذلك، يعتبر “خُلخال” مساهمة هامة في الأدب النسوي المصري والعربي، حيث يكسر الصمت حول العديد من القضايا المتعلقة بالمرأة ويقدم منظورًا يُركّز على الفرد في سياق ثقافي معين. بفضل تناوله لهذه القضايا بجدية وعمق، يشكل الكتاب مرجعًا لا غنى عنه لفهم تجارب النساء في مصر بطريقة أكثر شمولية ودقة.
كما يعمل الكتاب على تعزيز الوعي بالتحديات التي تواجه المرأة في المجتمعات التقليدية، ويعرض للنقاش العام قضايا مثل الاستقلالية الفردية والحق في التعبير عن الذات، مما يدفع بالحوار الاجتماعي إلى آفاق جديدة تتجاوز النقاشات التقليدية حول الدور الجندري في الشرق الأوسط.
في الختام، يظل كتاب “خُلخال: خمس نساء مصريات يروين قصصهن” عملاً فريدًا يقدم من خلال صفحاته رؤى غنية ومتعددة الأبعاد حول حياة المرأة المصرية، مما يجعله موردًا ثمينًا لكل من يسعى لفهم أعمق للديناميكيات الاجتماعية والثقافية