في عام 1958، أحدثت فورد ثورة في عالم السيارات مع طرحها لطراز فورد Thunderbird، والذي يعتبر أحد أوائل السيارات الفاخرة ذات الأداء الشخصي ببابين. كانت هذه الفترة تمثل فترة تحول في عالم السيارات حيث كان الناس يبحثون عن سيارات فاخرة بتصميم خارجي مميز.
يعود الفضل في هذا التطور إلى روبرت ماكنمارا، رئيس شركة فورد موتور، الذي كان أول مسؤول تنفيذي في صناعة السيارات يدرس الاتجاهات بشكل جيد، حيث كان لديه القدرة الكبيرة على التنبؤ بحاجات ورغبات العملاء. لم يكن Thunderbird ناجحًا فقط، بل كانت أيضًا Lincoln Continental و Ford Falcon اللتين تم إصدارهما لاحقًا.
على الرغم من أن مركبات فورد كانت تحمل فقط مقاعدين في ذلك الوقت، إلا أن ماكنمارا أدرك أن إضافة مقعد خلفي ستزيد من جاذبية السيارة وفائدتها العملية. ولم يكن ذلك فقط، بل زادت المبيعات بشكل ملحوظ في ليلة واحدة.
من الناحية الجمالية، كان لـ Thunderbird تصميمًا جميلاً بأسلوب مربع فسيح. يمكننا القول إنها كانت تتميز بالكثير من لمسات الكروم، ولكنها كانت بالفعل سيارة تتغمر في الكروم، تلاحظ لمسة فاخرة في ذلك الوقت. كما كان يمتلك هذا “الطائر المربع” مصد محرك هوائي، وكان مجهزًا بمحرك V8، يحمل 4 كربراتورات ونظام عادم مزدوج. كانت الوحدة تولد قوة 300 حصان وكانت متصلة بناقل حركة يدوي بثلاث سرعات أو ناقل حركة أوتوماتيكي بثلاث سرعات.
فيما يتعلق بالداخلية، كان Thunderbird يظهر وكأنه متقدم بعقود من الزمن مع المقاعد الأمامية ذات الشكل الدلوي والمقاعد الخلفية الأنيقة. كما تميزت هذه السيارة الرياضية الفاخرة بعدادات بسيطة ودائرية مع تفاصيل كروم، وحتى نوافذ الطاقة بالتحكم في وسط الكونسول.
من حيث المواصفات الفنية، كان محرك Thunderbird يحمل عنوان 5.8، وكان يتألف من محرك V8 بسعة 5768 سم³ ونظام كربريتور. كانت قوة المحرك وعزم الدوران غير محددين، ولكن يتميز بالقيادة على العجلات الخلفية وناقل حركة يدوي بثلاث سرعات.
إن فورد Thunderbird لعام 1958 ليست مجرد سيارة، بل هي تحفة فنية تعكس تحولًا في تصميم وأداء السيارات في تلك الفترة، وهي واحدة من الطرازات التي ساهمت في تعزيز مكانة فورد في عالم السيارات الفاخرة والرياضية.