في غمرة العواصف وزخات الحروب التي اجتاحت ساحات المعركة خلال فترة الحرب العالمية الثانية، أبرزت الولايات المتحدة الأمريكية قوتها العسكرية بوجود سفن حربية قوية، من بينها فئة “بورتلاند” للمدمرات الثقيلة. تأتي هذه السفن كتحفة هندسية ورمز للقوة البحرية الأمريكية في تلك الفترة الحرجة.
بارتقاء سفينة “بورتلاند” إلى الواجهة البحرية في العام 1932، تمثلت الفئة الفائقة “بورتلاند” في فخر البحرية الأمريكية. كانت تلك السفن تمتاز بالقوة الهائلة والتصميم الفريد، حيث اجتمعت فيها القوة النارية مع الأداء البحري المتقدم.
مع تسليحها ببطاريات رئيسية تضم مدافع ثقيلة، كانت “بورتلاند” تحمل على متنها لا يقل عن عشرة مدافع رئيسية، مما جعلها تشكل تهديدًا لأي قوة بحرية تجرؤ على التحدي. كانت قدرتها على تحمل الضربات متفوقة، وهو ما ساهم في صمودها في وجه التحديات القاسية على مدار فترة الحرب.
لا تكمن قوة “بورتلاند” فقط في قدرتها الهجومية، بل أيضًا في قدرتها على البقاء في الخدمة لفترات طويلة. كانت هذه السفن مجهزة بتقنيات متقدمة للحياة على متنها، وكانت قادرة على المشاركة في عمليات بحرية مستمرة دون تقديم.
وفي ظل التطورات السريعة للتكنولوجيا البحرية، لم تكتف “بورتلاند” بالتقنيات التي وُلِدت بها، بل شهدت عدة تحديثات على مر السنوات لتعزيز قدراتها وجعلها جاهزة لمواجهة التحديات المتزايدة.
في النهاية، يظل إرث فئة “بورتلاند” حجر الزاوية في تاريخ البحرية الأمريكية، حيث لا تزال تلك السفن الثقيلة تروي قصة البسالة والتفاني في وجه العواصف البحرية وتحمل على عاتقها ذكريات عظيمة من فترة حرب عظيمة.