في كتابه الرائع “دفاعًا عن الأغنية العربية”، يسلط الكاتب الرائد الياس سحاب الضوء على التحف الفنية التي أنجبتها الأرض العربية خلال القرن العشرين. يأخذنا الكاتب في رحلة فنية مثيرة تتنوع بين عمالقة الموسيقى العربية الخمسة، الذين وقفوا على رأس تيارات فنية رائدة، محاولين تقديم رؤية مفصلة وشاملة لهذا التراث الفني الرائع.
تبدأ رحلتنا مع الكتاب بمقدمة تاريخية تلقي الضوء على فترة القرن العشرين، وتبرز تأثير خمسة من عمالقة الموسيقى العربية: سيد در، ويش، محمد عبد الوهاب، محمد القصبجي، وزكريا أحمد، ورياض السنباطي. يقوم الكاتب بفحص الظاهرة الفريدة لوجود خمسة فنانين عظماء يمثلون تيارات فنية متنوعة في نفس الفترة الزمنية، مما يعكس غنى وتنوع المشهد الفني العربي في ذلك الوقت.
ومع أن الكتاب يركز على محاولة فهم تأثير هؤلاء الفنانين الكبار، إلا أن الياس سحاب يتجاوز ذلك ليستعرض مجموعة هائلة من الثروة الغنائية والموسيقية العربية. يقوم بتحليل بنية الأغاني والتأثيرات التي قدمها كل فنان على المشهد الفني والثقافي في العالم العربي.
الكتاب لا يقتصر فقط على التاريخ الفني، بل يتناول أيضاً التحديات والمعوقات التي واجهت الأغنية العربية في وجه التقدم الغربي. يرفع الكاتب الستار عن عقد النقص الذي وضعته حملات الافتراء والجهل حيال التراث الفني العربي، مؤكدًا أن هذا التراث ليس مصدر اعتذار بل هو مصدر فخر واعتزاز.
يأتي هذا الكتاب على 272 صفحة من إصدار دار الملاك للطباعة والنشر والتوزيع، ويتميز بغلاف عادي يعكس بساطة وجاذبية المحتوى. يندرج الكتاب تحت تصنيف الصحافة والإعلام، حيث يقدم نظرة فريدة وشاملة عن التراث الفني العربي في مجال الموسيقى.
باختصار، يعد “دفاعًا عن الأغنية العربية” للياس سحاب مصدرًا غنيًا وشيقًا لفهم تطور الموسيقى العربية في القرن العشرين، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على هذا التراث الثقافي الرائع والاعتزاز به.