تأقلم الطفل مع شقيقه الجديد

جدول المحتوى

طرق تساعدك في تأقلم طفلك على شقيقه الجديد

يُعدّ وصول مولود جديد إلى الأسرة من اللحظات المفصلية التي تحمل الكثير من الفرح، ولكنها في ذات الوقت تمثل تحديًا نفسيًا وسلوكيًا للطفل الأكبر. ففي حين ينشغل الآباء بتحضيرات الطفل الجديد ورعايته، قد يشعر الطفل الأكبر بأنه مهدد في مكانته أو أنه لم يعد يحظى بالاهتمام الكافي، ما يخلق مشاعر من الغيرة أو الحزن أو التوتر. ولذلك، من الضروري اتباع استراتيجيات فعّالة تسهم في دعم الطفل الأكبر ومساعدته على تقبّل الواقع الجديد دون أن يشعر بالإقصاء أو التهميش.

هذا المقال يتناول بشكل شامل وموسع أبرز الأساليب التربوية والنفسية المدروسة التي تساعد الأهل في تهيئة الطفل لاستقبال شقيقه الجديد، وتوفير بيئة صحية تساعد على ترسيخ علاقة إيجابية بين الإخوة منذ الأيام الأولى.

أولًا: التحضير النفسي قبل الولادة

تهيئة الطفل نفسيًا قبل مجيء الشقيق الجديد تُعتبر خطوة حاسمة لتقليل الصدمة وتقليل فرص ظهور مشاعر سلبية لاحقة. ويُنصح بالبدء في ذلك بمجرد إعلان الحمل رسميًا.

1. التحدث مع الطفل عن الحمل بلغة مناسبة لعمره

ينبغي للوالدين إخبار الطفل الأكبر عن الحمل بطريقة تتناسب مع مستوى فهمه، مع التركيز على الجوانب الإيجابية، مثل أن يكون لديه رفيق جديد للعب، أو أنه سيكون الأخ الأكبر الذي سيعتني بالطفل الصغير. هذا يعزز الإحساس بالفخر والمسؤولية بدلًا من الغيرة أو التهديد.

2. إشراك الطفل في التحضيرات

دعم شعور الطفل بالمشاركة من خلال إشراكه في تحضيرات الولادة مثل اختيار ملابس المولود، ترتيب الغرفة، أو اختيار الألعاب، يمنحه الإحساس بأنه جزء من الحدث وليس خارجه.

3. قراءة القصص ذات العلاقة

القصص المصورة التي تتناول موضوع استقبال طفل جديد في الأسرة يمكن أن تكون أداة فعّالة، فهي تساعد الطفل على تصور التغيرات المنتظرة بأسلوب بسيط ومحبب.

ثانيًا: دور الوالدين بعد ولادة الطفل الجديد

مرحلة ما بعد الولادة هي النقطة الحرجة، حيث تظهر ملامح التغير في ديناميكية العائلة بشكل ملموس، ويبدأ الطفل الأكبر بملاحظة انشغال الوالدين بالرضيع. وهنا يأتي الدور الأكبر في احتوائه وتطمينه.

1. الاهتمام الموزّع والعادل

رغم أن المولود الجديد يتطلب الكثير من الرعاية، من الضروري ألا يشعر الطفل الأكبر بأنه مهمل. حتى لو كانت فترات الاهتمام قصيرة، يجب أن تكون مركزة ونوعية: النظر في عينيه، الاستماع إليه، واللعب معه ولو لدقائق معدودة يوميًا.

2. تجنب المقارنات بين الإخوة

من أكثر الأخطاء التربوية شيوعًا هي المقارنة بين الطفل الأكبر والمولود الجديد، حتى لو كانت نوايا الأهل حسنة. فعبارات مثل: “انظر كيف أن شقيقك لا يبكي مثلما كنت تفعل” تُرسّخ الإحساس بالرفض لدى الطفل وتخلق تنافسًا سلبيًا.

3. منحه دورًا حقيقيًا في العناية بالرضيع

من الوسائل الناجعة تعزيز شعور الطفل بأهميته من خلال إعطائه دورًا مساعدًا، مثل مناولة الحفاظ أو تحريك لعبة أمام الرضيع، مع التشجيع والثناء. ذلك يخلق علاقة وجدانية مباشرة بين الإخوة ويشجّع على بناء روابط عاطفية مبكرة.

4. تخصيص وقت فردي للطفل الأكبر

يجب أن يحظى الطفل الأكبر بوقت خاص مع الوالدين دون وجود الرضيع. هذه اللحظات الخاصة تُشعره بأنه لا يزال يحظى بمكانة مهمة ولا يحتاج للفت الانتباه من خلال سلوك سلبي.

ثالثًا: الاستجابة للتغيرات السلوكية للطفل

قد يمر الطفل الأكبر بتغيّرات سلوكية بعد ولادة أخيه، تتراوح بين الانطواء والغضب إلى نوبات الغيرة أو حتى التراجع في بعض المهارات المكتسبة مثل التحكم في التبول.

1. تفهم سلوكياته دون معاقبته

الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى الدعم وليس إلى التأنيب. يجب على الأهل التعامل مع التغيّرات السلوكية كتعبير عن مشاعر داخلية، ومساعدته على التعبير عنها بالكلام بدلًا من السلوك غير المقبول.

2. تعزيز ثقته بنفسه

من خلال الثناء على صفاته الشخصية، والاحتفاء بإنجازاته، مهما كانت بسيطة، يمكن أن يشعر الطفل بأن له مكانته الخاصة التي لا تُنافس.

3. مساعدته على التعبير عن مشاعره

يجب أن يُشجَّع الطفل على التحدث عما يشعر به تجاه التغييرات الحاصلة، سواء مع الوالدين أو من خلال الرسم أو اللعب التمثيلي، مما يساعد على التنفيس العاطفي الصحي.

رابعًا: الاستفادة من الألعاب والأنشطة المشتركة

اللعب هو الوسيلة الأقوى لربط الطفل الأكبر بأخيه الجديد، وهو جسر لبناء علاقة إيجابية طويلة الأمد.

1. تشجيع اللعب الرمزي

اللعب بدُمى تمثل “الطفل الرضيع” يمكن أن يُستخدم لتدريب الطفل الأكبر على العناية، الاحتضان، والحديث مع شقيقه، ما يعزز الاستعداد الذهني والوجداني.

2. أنشطة جماعية بين الأهل والطفلين

حتى وإن لم يكن الرضيع قادرًا على التفاعل، يمكن تخصيص أوقات يُحمل فيها الرضيع بينما يشارك الطفل الأكبر في غناء أغنية جماعية أو قراءة قصة، ليشعر الجميع بوحدة الأسرة.

3. استخدام الموسيقى والروتين المشترك

الغناء الجماعي، أو الرقص الخفيف معًا، أو روتين معين قبل النوم يشمل الطفلين، كلها أدوات تعزز الترابط وتقلل من الشعور بالفروقات.

خامسًا: تعزيز قيمة الأخوّة منذ البداية

تشكيل وعي الطفل منذ الصغر حول أهمية العلاقة الأخوية يُمهّد لروابط متينة في المستقبل.

1. تأكيد فكرة “الأسرة الواحدة”

ينبغي تكرار عبارات مثل “نحن عائلة واحدة”، “كلنا نحب بعض”، لتكون بمثابة شعارات وجدانية ترسّخ الانتماء المشترك.

2. تعليم الطفل الأكبر عن مراحل تطور الرضيع

عندما يُفهم الطفل الأكبر أن الرضيع لا يستطيع اللعب الآن لكنه سيتطور لاحقًا، يُصبح أكثر صبرًا واستيعابًا للفوارق بينهما.

3. بناء قصص مشتركة بين الإخوة

يمكن للأهل سرد قصص خيالية يكون فيها الطفل الأكبر والرضيع أبطالًا يتعاونون معًا. ذلك يغرس خيالًا إيجابيًا لعلاقة التآخي.

سادسًا: الاستفادة من الدعم الاجتماعي والأسري

وجود شبكة دعم خارجية يساهم في تخفيف الضغوط عن الوالدين، كما يعزز شعور الطفل بأنه لا يزال محاطًا بالحب والرعاية.

1. الاستعانة بالأقارب والأصدقاء

الجد والجدة، الأعمام والعمّات يمكن أن يشكلوا عنصر دعم نفسي، خصوصًا إن اهتموا بالطفل الأكبر وخصصوا له وقتًا خاصًا، مما يخفف من شعوره بالوحدة.

2. التحقّق من دور الحضانة أو المدرسة

في حال كان الطفل الأكبر ملتحقًا برياض الأطفال، يمكن التواصل مع المربّين لمساعدته على التكيف في هذه المرحلة ومراقبة سلوكه خارج البيت.

سابعًا: أخطاء تربوية يجب تجنّبها

لكي تتم عملية التأقلم بنجاح، من الضروري الحذر من ممارسات تربوية قد تؤثر سلبًا في نفسية الطفل الأكبر:

تجاهل مشاعره: التعامل مع مشاعر الغيرة أو الحزن بسخرية أو تجاهل يزيد من حدة الشعور السلبي.
تحميله مسؤوليات تفوق عمره: إشراك الطفل الأكبر يجب أن يكون بحدود قدرته، دون تكليفه بما لا يستطيع تحمّله.
التعويض بالهدايا فقط: الإفراط في الهدايا كوسيلة لتعويض نقص الاهتمام يؤدي إلى اعتمادية غير صحية.

جدول: مقارنة بين سلوكيات الطفل الإيجابية والسلبية بعد قدوم الشقيق الجديد

نوع السلوك	أمثلة على السلوك	التفسير المحتمل	طريقة التعامل الصحيحة
سلوك إيجابي	طلب المساعدة في العناية بالرضيع	شعور بالمسؤولية والانتماء	الثناء والتشجيع المستمر
سلوك سلبي علني	الغيرة أو نوبات الغضب	شعور بالإقصاء أو نقص في الاهتمام	الاحتواء وعدم العقاب المباشر
سلوك سلبي غير مباشر	التبوّل اللاإرادي أو الانطواء	تراجع نفسي نتيجة القلق أو التوتر	الدعم النفسي والتدرج في العلاج

الخلاصة

التأقلم مع قدوم شقيق جديد هو عملية تربوية ونفسية تحتاج إلى وعي وصبر واستمرارية. فبدلًا من أن يتحول هذا الحدث إلى مصدر للغيرة والقلق، يمكن أن يكون فرصة لتعزيز مهارات الطفل العاطفية والاجتماعية، وبناء رابطة أسرية متينة تدوم مدى الحياة. الأساس في ذلك هو الحب غير المشروط، والحضور الواعي، والحوار المستمر الذي يُشعر الطفل أنه لا يزال يحتل مكانة خاصة في قلوب والديه، حتى في ظل التغيرات الجديدة.

المراجع:

Brazelton, T. Berry & Joshua D. Sparrow. Touchpoints: Birth to Three. Da Capo Press, 2006.
Laura Markham, Peaceful Parent, Happy Siblings, TarcherPerigee, 2015.

اخر تحديث 19/06/2025

20 تمت قراءة 4 دقيقة

اقرأ التالي

كيفية استخدام شفاط الأنف للأطفال

دليل استخدام القلاية الهوائية

نصائح لعودة آمنة للمدرسة

دليلك لاختيار حمّالة الأطفال

أهمية الترابط الأسري

طريقة تزييت جهاز المشي

التخلص من الحفاض للأطفال

ألعاب مائية للأطفال في السباحة

أخطاء تؤدي إلى تدهور العلاقة بين الأم وابنها المراهق تمر العلاقة بين الأم وابنها المراهق بمرحلة دقيقة تتطلب الكثير من الوعي والصبر، فمرحلة المراهقة ليست مجرد تغيرات فيزيولوجية ونفسية عابرة، بل هي انتقال جوهري في بنية الشخصية وتكوين الهوية. وخلال هذا الانتقال، تصبح العلاقة بين المراهق ووالديه معرضة للكثير من التوترات وسوء الفهم، خاصة إذا لم تُدار بحكمة. لذا، من الضروري أن تتجنب الأم بعض الأخطاء الشائعة التي قد تؤدي إلى شرخ عميق يصعب ترميمه في العلاقة مع ابنها. 1. التحكم المفرط وفقدان الثقة من أكثر الأخطاء شيوعًا والتي تؤثر سلبًا على العلاقة بين الأم وابنها المراهق هو الإفراط في السيطرة والتحكم في تفاصيل حياته اليومية. فالمراهق بطبيعته يسعى للاستقلالية وإثبات الذات، وأي محاولة لإخضاعه المستمر لأوامر صارمة تُشعره بأنه غير موثوق به وتُضعف من ثقته بنفسه. هذا الأسلوب لا يخلق سوى علاقة متوترة تُبنى على التحدي لا التفاهم. البديل الصحي هو إشراك الابن في اتخاذ قراراته وتشجيعه على تحمل المسؤولية، مع تقديم الدعم والإرشاد لا الفرض والتهديد. 2. الانتقاد الدائم وتقليل الشأن الانتقاد المتواصل، خاصة أمام الآخرين، يترك جرحًا نفسيًا عميقًا في نفس المراهق. فالتقليل من إنجازاته أو السخرية من اهتماماته ومظهره يدفعه للانطواء أو التمرد. الأم التي تتعامل مع ابنها بنبرة قاسية أو تنتقده باستمرار دون تقديم بدائل إيجابية تُفقده الإحساس بالأمان العاطفي داخل المنزل. من المهم استبدال الانتقاد بالتشجيع والملاحظة البناءة، وتقدير مجهوداته حتى لو كانت بسيطة، فذلك يعزز شعوره بالقبول والثقة. 3. غياب الحوار الفعّال في ظل الضغوطات اليومية، قد تهمل بعض الأمهات أهمية التواصل الحقيقي مع أبنائهن المراهقين. يقتصر الحديث أحيانًا على الأوامر أو الأسئلة الروتينية حول الدراسة، دون محاولة فهم أفكاره، مشاعره أو تطلعاته. هذا الانفصال في التواصل يخلق فجوة تتسع مع الوقت، ويبدأ الابن بالبحث عن مصادر أخرى للحوار والتفاهم خارج إطار الأسرة. الحوار الفعّال لا يعني فقط التحدث، بل الإصغاء الجيد دون مقاطعة، ومنح المراهق المساحة للتعبير عن آرائه حتى لو كانت مخالفة. 4. التقليل من أهمية مشاعره ومشكلاته كثيرًا ما تستهين بعض الأمهات بمشاكل المراهق وتعتبرها تافهة أو دلَع شباب، وهو ما يشعره بعدم التقدير ويجبره على الكتمان. عواطف المراهق، حتى وإن بدت مبالغًا فيها، تحمل له معنى عميقًا وتؤثر على استقراره النفسي. احتواء مشاعره واحترام معاناته – مهما بدت بسيطة – هو مفتاح بناء علاقة ثقة. من الضروري أن يشعر بأن أمه ملجأ آمن لا قاضٍ يحكم عليه أو يسخر منه. 5. المقارنة المستمرة بأقرانه تكرار جمل مثل ابن جارتنا أشطر منك أو لماذا لا تصبح مثل فلان؟ يرسخ في ذهن المراهق شعورًا بالنقص والدونية. المقارنة تجرده من فرديته وتجعله يشعر بأنه غير كافٍ في عيون والدته. الأفضل هو التركيز على تطوره الشخصي، ومعايرة تقدمه بما كان عليه هو نفسه في السابق لا بما عليه الآخرون. 6. الغياب العاطفي والانشغال الدائم الانشغال بالحياة المهنية أو الأسرية قد يجعل الأم تغيب عاطفيًا عن حياة ابنها المراهق، ما يدفعه إلى البحث عن مصادر أخرى للدعم والتفاعل، وقد تكون هذه المصادر غير آمنة. فالمراهق يحتاج إلى حضن يحتويه لا فقط من يوفر له المأكل والملبس. من الضروري تخصيص وقت يومي أو أسبوعي للتقارب العاطفي، ولو عبر أنشطة بسيطة كالخروج معًا، أو مشاهدة فيلم، أو حتى الحديث قبل النوم. 7. التهديد بالعقاب المستمر استخدام أسلوب التهديد كأداة تربوية دائمة يؤدي إلى نتائج عكسية. المراهق قد يطيع ظاهريًا خوفًا، لكنه سيحمل في داخله شعورًا بالغضب والكبت، ما قد يدفعه لاحقًا لسلوكيات عدوانية أو التمرد الكامل. ينبغي أن تُبنى التربية على الحوار، لا التهديد، وعلى الاتفاق الواضح حول القواعد والعواقب، مع شرح الأسباب المنطقية خلفها. 8. تجاهل التغيرات النفسية والبيولوجية التغيرات الهرمونية والسلوكية التي تصاحب فترة المراهقة قد تجعل المراهق متقلب المزاج، سريع الانفعال، أو منطويًا. تجاهل هذه التغيرات أو التعامل معها كعيوب يفاقم من حالته النفسية. الفهم العلمي لمرحلة المراهقة يساعد الأم على تقبل سلوكيات ابنها وتفسيرها بشكل منطقي، ما يجعلها أكثر صبرًا وتعاطفًا. 9. فرض الأحلام والطموحات الشخصية عليه تحاول بعض الأمهات تحقيق أحلامهن المؤجلة عبر أبنائهن، فتدفعهم لمسارات لا يختارونها بأنفسهم، سواء في الدراسة أو العمل أو حتى الهوايات. هذا الضغط يشعر المراهق بأنه آلة لتحقيق طموحات الغير، لا شخص حر له كيانه الخاص. ينبغي احترام ميوله واختياراته، وتوجيهه دون إجباره، لأن النجاح الحقيقي ينبع من الشغف لا من الإكراه. 10. نقل الضغوط الزوجية والأسرية إليه عندما تكون العلاقة بين الوالدين متوترة، قد تلجأ الأم دون قصد إلى التذمر أمام ابنها أو تحميله مشاعرها السلبية. هذا يرهقه نفسيًا ويدفعه إلى الانغلاق أو القلق الدائم. كذلك، في حالات الانفصال أو الطلاق، يقع المراهق أحيانًا ضحية الولاء المزدوج بين الأبوين. من الضروري حماية الابن من المشاكل الزوجية قدر الإمكان، وإبعاده عن الصراعات العائلية التي قد تؤثر على تطوره النفسي. جدول: مقارنة بين أساليب تؤدي لتدهور العلاقة وأساليب بديلة لتعزيزها السلوك السلبي أثره على المراهق السلوك البديل لتعزيزه السيطرة المفرطة فقدان الثقة والتمرد إشراكه في اتخاذ القرار الانتقاد الدائم الإحباط وانخفاض تقدير الذات التشجيع والملاحظات البناءة تجاهل الحوار انغلاق وتباعد عاطفي فتح قنوات تواصل مفتوحة الاستهزاء بمشاعره الكتمان أو التمرد احترام مشاعره والاحتواء المقارنة بالآخرين الشعور بالنقص تشجيعه على التميز الفردي الانشغال المستمر ضعف العلاقة العاطفية تخصيص وقت خاص معه التهديد بالعقاب خوف وعدوانية مكبوتة الاتفاق على قواعد واضحة بعقلانية تجاهل التغيرات النفسية سوء فهم وغضب متبادل التعاطف والتثقيف الذاتي فرض الطموحات رفض داخلي وتراجع في الأداء دعم اختياراته وتشجيعه نقل المشاكل الأسرية إليه توتر دائم وتأثر نفسي سلبي الحفاظ على استقرار الأجواء الأسرية 11. إهمال الحدود الصحية للخصوصية كثير من الأمهات يعتقدن أن معرفة كل تفاصيل حياة المراهق أمر ضروري للحفاظ عليه، لكن هذا قد يتحول إلى تطفل يزعجه ويشعره بأنه مراقب باستمرار. لكل مراهق حاجته إلى مساحة شخصية، ولا يعني ذلك بالضرورة وجود أسرار خطيرة أو انحراف سلوكي. الخصوصية لا تُلغى في سن المراهقة، بل تُدار بوعي، من خلال علاقة مبنية على الثقة تسمح للابن باللجوء إلى أمه طوعًا لا هربًا من رقابتها. 12. السخرية من مظهره أو شخصيته يبدأ المراهق في هذا السن باكتشاف هويته الجسدية والاجتماعية، وأي تعليق ساخر حول شكله أو سلوكياته يؤذيه بعمق، وقد يولّد لديه اضطرابات في الصورة الذاتية. تعليقات مثل أصبحت سمينًا، أو ما هذا الشكل الذي ترتديه؟ تترك أثرًا طويل الأمد. البديل هو تعزيز القبول الذاتي والتعبير عن الحب غير المشروط، مع التوجيه اللطيف في ما يخص المظهر والسلوك. 13. حرمانه من التجربة والخطأ في سعي الأم لحماية ابنها من الفشل، قد تمنعه من تجربة أشياء جديدة أو اتخاذ قراراته بنفسه، ظنًا منها أن هذا لصالحه. لكنها في الواقع تحرمه من أهم أدوات النمو والنضج، وهي التعلم من الخطأ. السماح له بخوض تجاربه، مع وجود دعم خلفي دون تدخل مباشر، يجعله أكثر ثقة واستقلالية. 14. التعامل مع الأخطاء بأسلوب عقابي فقط رد الفعل الصارم تجاه الأخطاء، خاصة إذا كان مصحوبًا بالإهانة أو العنف اللفظي أو الجسدي، لا يؤدي إلا إلى مزيد من الخوف والانغلاق. فالمراهق الذي يُعاقب على كل خطأ دون أن يُشرح له السبب أو يُعطى فرصة للتصحيح، لا يتعلم من التجربة بل يتعلم فقط كيف يخفيها. ينبغي اعتماد أسلوب تربوي قائم على التوجيه والمناقشة، مع مراعاة السياق ودرجة الخطأ. 15. غياب القدوة السلوكية المراهق لا يتأثر بما يُقال له بقدر ما يتأثر بما يراه. فإذا كانت الأم لا تلتزم بما تطلبه منه، كأن تنصحه بالهدوء وهي تصرخ دائمًا، أو تحثه على الصدق وهي تكذب أمامه، فلن يأخذ تعليماتها على محمل الجد. القدوة الفعلية هي أبلغ وسيلة تربوية، والمراهق يراقب أكثر مما يُظهر. الخاتمة العلاقة بين الأم وابنها المراهق تمر باختبارات متكررة تتطلب وعيًا تربويًا عميقًا، وحضورًا عاطفيًا مستمرًا. تجنب الأخطاء المذكورة أعلاه لا يعني المثالية، بل يعني السعي لبناء علاقة صحية قائمة على الحب والاحترام والثقة المتبادلة. فالأم التي تنجح في احتواء هذه المرحلة الدقيقة، تؤسس لجسر قوي من التواصل يدوم حتى بعد عبور سنوات المراهقة. المراجع : Ginsburg, G. S., & Bronstein, P. (1993). Family factors related to children’s self-control . Journal of Clinical Child Psychology. Steinberg, L. (2011). Adolescence (9th ed.). McGraw-Hill.