معركة هاربين وتأسيس منشوريا يمثلان فصلاً هاماً في تاريخ شرق آسيا خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى وقبل الحرب العالمية الثانية. جاءت المعركة وتأسيس منشوريا في سياق التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية التي كانت تعصف بمنطقة شرق آسيا في ذلك الوقت، والتي كانت تتسم بصراعات النفوذ والتوسع الإقليمي بين القوى الكبرى والمحلية.
في 25 يناير 1932، اندلعت معركة هاربين بين القوات اليابانية والقوات الروسية السوفيتية، وكانت هذه المعركة نتيجة للتوترات المتصاعدة بين الجانبين بشأن السيطرة على منطقة هاربين في شمال شرق الصين. استمرت المعركة حتى 4 فبراير 1932، حيث انتهت بانتصار القوات اليابانية واستيلاءها على هاربين.
بعد هذا الانتصار، أعلنت اليابان تأسيس دولة منشوريا المستقلة في شمال شرق الصين، وذلك في 18 فبراير 1932. تم استخدام منشوريا كقاعدة للعمليات اليابانية في الصين، وكانت هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية اليابان للتوسع في آسيا الشرقية.
تأثرت العديد من الدول والشعوب في المنطقة بشكل كبير بنتائج هذه الأحداث، وأثارت تأسيس منشوريا جدلاً دولياً وانتقادات حادة من الدول الغربية والاتحاد السوفيتي والصين. وقد ساهمت هذه الأحداث في تصاعد التوترات في المنطقة وزيادة الصراعات الجيوسياسية، مما فجر مسارات جديدة للتاريخ في شرق آسيا وأثر بشكل كبير على تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي في العقود اللاحقة.