في كتابهم “Banana Republicans: How the Right Wing is Turning America Into a One-Party State”، يقدم الكتّاب جون ستوبر وشيلدون رامبتون رؤية مثيرة حول كيفية تحول اليمين السياسي في الولايات المتحدة إلى نظام حزب واحد. يتناول الكتاب كيف تقوم “التآمر اليميني”، الممثل بحزب الجمهوريين ووسائل الإعلام الخاصة به، وجماعات الضغط، والنظام القانوني، بتقويض الرأي المعارض وقمع السياسات التعددية في أمريكا.
في ظل اقتصاد يعاني، وهلع يسيطر على الأمة، وتورط في مستنقعين عسكريين في الخارج بدون نهاية في الأفق، يرصد الكتاب كيف أصبح حزب واحد – الجمهوريون – يسيطر على كل مؤسسة رئيسية في الحكومة الفيدرالية: البيت الأبيض، والمحكمة العليا، ومجلس الشيوخ ومجلس النواب، ناهيك عن “الفرع الرابع للحكومة”، وسائل الإعلام الجماهيرية. وكيف وصلنا إلى هذا الحال؟ يكشف “Banana Republicans” عن كيفية استمرار الحزب الوطني الجمهوري في السيطرة على السلطة من خلال تلاعب منهجي بالنظام الانتخابي، والمحاكم، ووسائل الإعلام، ومؤسسات اللوبي.
يتناول الكتاب الأثر التاريخي لفضيحة الأصوات في فلوريدا، وكيف تأثرت حركة إعادة الاستدعاء في كاليفورنيا وفي ولايات أخرى، وفي جدل إعادة توجيه الحدود في تكساس. كما يلقي الضوء على كيفية انتشار آراء الجمهوريين من خلال وسائل الإعلام المحافظة، مثل كلير تشانيل وفوكس، وعلى المحافظين المهمين في الصحافة وواصلي الرأي. يتناول الكتاب كذلك كيفية ملء إدارة بوش المحكمة الفيدرالية بجيل من المحرضين، وتشويه أسماء النواب الذين يحاولون الوقوف في طريقها.
ومن خلال رواية مفصلة، يستعرض الكتاب كيف قام زعيم الأغلبية في مجلس النواب توم ديلاي بفرض إرادته على شركات اللوبي التقليدية لتوظيف الجمهوريين فقط، بحيث أصبحت حتى شارع كيه ستريت سياسية بدلاً من فرصية. وكيف قام الحزب الجمهوري بتجسيد الاعتراض كخيانة، على سبيل المثال، عندما اتهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد منتقدين الحرب بتسهيل الإرهاب.
يكشف الكتاب أيضاً عن كيفية استخدام إدارة بوش لسلطتها لمعاقبة المعارضة، مثل تسريب اسم وكيلة الاستخبارات المركزية إلى الصحافة، ورفع دعاوى قضائية غير مسبوقة ضد منظمات النشاط البيئي مثل جرينبيس. وفي هذا السياق، يعتبر “Banana Republicans” مصدراً قيماً وفريداً يستحق القراءة لفهم تطورات الساحة السياسية الأمريكية وتأثيرها على الديمقراطية والتنوع في البلاد.