في كتابه الرائع “مستقبل الحركات الإسلامية بعد 11 أيلول سبتمبر”، يقدم الكاتب رفعت الشوبكي تحليلاً شاملاً لتأثير الأحداث المأساوية في 11 سبتمبر 2001 على المجتمع الدولي وبشكل خاص على العالمين العربي والإسلامي. يركز الشوبكي في كتابه على دراسة تأثير هذه الأحداث الهامة على حركات الإسلام السياسي، سواء كانت سلمية أو عنيفة، حركية أو دعوية، مقاومة أو غير مقاومة.
تتساءل صفحات الكتاب ال 390، الصادر عام 2005 عن دار الفكر المعاصر، عن كيفية تشكل هذا التأثير ولماذا حدث ذلك. يقوم الكاتب بفحص جذور هذه الحركات الإسلامية وتطورها على مر الزمن، متسلحًا بالتحليل العميق والبحث الوافي. يقدم الشوبكي للقارئ فهمًا متعمقًا للسياق التاريخي والاجتماعي الذي سبق هذه الأحداث، مما يمهد الطريق لفهم أفضل للتحولات الكبرى التي شهدها العالم الإسلامي بعد تلك الفترة المحورية.
يتناول الكتاب بعناية العلاقة بين الأحداث العالمية والتأثير الذي تركتها على الحركات الإسلامية. يتساءل الشوبكي عن مدى الوصول الذي حققته هذه التأثيرات وكيف تجلى هذا الوصول في تحولات هذه الحركات سواء في النواحي الحركية أو الدعوية. يتعمق الكاتب في فهم التداعيات الطويلة الأمد لتلك الأحداث، وكيف أثرت في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي للعالم الإسلامي.
مع غلافه الورقي الجذاب، يندمج الكتاب بشكل ممتاز في فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في فرع العلوم السياسية. يبرز الكتاب بفضل تفصيلاته الغنية وتحليلاته العميقة، ويعتبر مرجعاً أساسياً لكل من يهتم بفهم تأثير 11 سبتمبر على الحركات الإسلامية ومستقبلها.