في كتاب “الإعلام والعنف السياسي” الذي كُتب بواسطة الكاتبة آمنة قجالي، تُسلط الضوء على تأثير وسائل الاتصال الجماهيري الحديثة في نهاية القرن العشرين. يُظهر الكتاب كيف نجحت هذه الوسائل في تحقيق نبوءة ماكولوهان بشأن القرية العالمية، ولكن يُعكِّر بعض الآراء الرؤية الإيجابية، حيث يرى البعض أن العالم أصبح مثل “سم الإبرة”، أي أنه أصبح أكثر تفاعلاً على كافة الأصعدة، سواء كان ذلك سياسيًا، اقتصاديًا، ثقافيًا أو عسكريًا.
بازدهار الوسائل الإعلامية في هذا العصر، ازداد تأثيرها على السياسات والأحداث العالمية بشكل لا يمكن إنكاره. تتفاعل السياسيات وتتأثر ببعضها البعض، بغض النظر عن المكان أو الزمان. يظهر دور وسائل الإعلام الكبير في هذا العصر، الذي اكتسب تنوعًا تقنيًا في الاتصالات وشهد تطورًا ملحوظًا. هذا التقدم جعل وسائل الإعلام تلعب دورًا فعّالًا داخل وحدات النسق الاجتماعي، حيث تترك أثرها الإيجابي أو السلبي بحسب طبيعتها والمفردات التي تتبناها.
في الجزء الأخير من الكتاب، تطرح العديد من الأفكار والجهود الفكرية والعلمية لفهم أفضل مفهوم “الاستخدامات والاشباعات”، حيث يسعى الرواد في هذا المجال إلى توجيه إرادة الجمهور. وبهذه الإرادة، يكون بوسع الجمهور اختيار الوسائل التي يستخدمها والمحتوى الذي يختاره.
يمتد الكتاب على 246 صفحة، وصدر عن مركز الكتاب الأكاديمي في عام 2015. الغلاف الكرتوني يعكس اهتماماً بالتفاصيل والجودة الفنية. يندرج الكتاب تحت فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في فرع العلوم السياسية. بملمح واضح إلى تحليل عميق وشامل، يقدم الكتاب رؤية ثاقبة لتفاعل الإعلام مع العنف السياسي، مما يجعله قطعة فريدة وقيمة في ميدان الدراسات السياسية والإعلام.