يتناول كتاب “الدور التربوي النفسي لبعض وسائل الإعلام وتأثيره على النسق القيمي”، الذي كتبه الباحثة صفاء صفوت ونشرته شركة نور للنشر عام 2017، موضوعًا حيويًا ومهمًا يتعلق بالطفولة وتأثير الوسائل الإعلامية على نمو الأطفال وتكوين قيمهم الحياتية.
تأتي هذه الدراسة استجابةً للاهتمام المتزايد بالطفولة، حيث تُعتبر هذه المرحلة العمرية أحد أهم مكونات المجتمع، إذ يشكل الأطفال نصف سكان العالم في الوقت الحالي. ولما كانوا هم المستقبل الواعد الذين سيتحملون مسؤولية الحفاظ على التقدم والرفاهية في المستقبل، فإن هناك اهتمامًا دوليًا كبيرًا بتوفير الرعاية اللازمة لهم وتلبية احتياجاتهم، وهذا يتجلى من خلال المواثيق والاتفاقات الدولية مثل اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لعام 1998.
الكتاب يسلط الضوء على أهمية رعاية الطفل وحمايته، ويشير إلى الجهود الدولية التي تمت في هذا السياق، مثل الإعلان العالمي لرعاية الطفل وحمايته ونمائه الصادر عن مؤتمر القمة العالمي للطفولة عام 1990. يظهر الكتاب بوضوح أن الأطفال هم الأمل في المستقبل وركائز التقدم، وعنايتهم تعكس الوعي الحضاري وسعة الإدراك التربوي.
ومن بعد هذا التعريف الشامل بأهمية رعاية الطفل وحمايته، يتناول الكتاب بعمق دور وتأثير وسائل الإعلام على النسق القيمي للأطفال. يسلط الضوء على كيفية تلقي الطفل للمحتوى الإعلامي بشكل طبيعي وكيف يتفاعل معه بسذاجة ووضوح. يشير إلى أن وسائل الإعلام تُعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على تربية الطفل وتشكيل ثقافته، متناولًا بذلك مزاحمة هذه الوسائل للدور التربوي للأسرة والمدرسة.
وفي ضوء هذا، يتعين علينا التفكير في كيفية فرز ودراسة وتحليل كل ما يتعرض له الطفل من محتوى إعلامي. يُظهر الكتاب أن تأثير وسائل الإعلام ليس محدودًا بمجرد توفير المعلومات، بل يتعداه إلى التأثير في بناء الهوية الثقافية والقيم الحياتية للطفل.
تتألف صفحات الكتاب البالغ عددها 512 صفحة من تحليلات عميقة ومفصلة، توفر رؤى قيمة حول كيفية تأثير وسائل الإعلام على النسق القيمي للأطفال. وتبرز الغلاف الورقي للكتاب كعنصر بصري يجذب الانتباه، مما يجعله يبرز بين مئات الكتب الأخرى في نفس المجال.
بشكل عام، يمثل هذا الكتاب إسهامًا قيمًا لفهم العلاقة بين الإعلام وتربية الأطفال، ويسلط الضوء على التحديات والفرص التي تعترض تكوين شخصيتهم النفسية والقيمية.