إن العلاقة بين ضغوط العمل وأداء الموظفين تمثل مجالًا هامًا في دراسات إدارة الموارد البشرية وعلم النفس التنظيمي. يُظهر البحث الذي قام به Khattak وآخرون (2011) أن التوتر يتسبب في تأثيرات جذرية على الأداء العام للموظفين. يعجز الموظفون الذين يتعرضون للإجهاد عن تحقيق توقعات مؤسستهم بسبب التعب الجسدي والنفسي والتنظيمي.
يُشير Ismail وHong (2011) إلى أن الموظفين في مؤسسات الخدمة يتعرضون لضغوط عمل عالية، مما يؤدي إلى تدهور أدائهم. وفقًا لـ Tsaur وTang (2012)، يشعر معظم الموظفين بأن وظائفهم مرهقة، وهو ما ينعكس سلباً على أدائهم. يُظهر البحث القائم أن حالات “الطلب المرتفع والسيطرة المنخفضة” ترتبط بمشاكل صحية ونفسية، مثل مشاكل القلب والقلق.
تؤثر ضغوط العمل أيضًا على رفاهية الموظف ورضاه عن العمل. يتسبب الإجهاد في انخفاض أداء الموظفين ويزيد من احتماليات حدوث آلام الظهر والإجهاد النفسي. وفقًا لـ Malik (2011)، يواجه الموظفون مشاكل جسدية خطيرة بسبب نقص المكافآت المالية ونظام الإدارة غير الداعم.
على الصعيدين النفسي والجسدي، يشير Pediwal (2011) إلى أن الإجهاد في العمل يؤثر على التوازن الجسدي والنفسي والمالي للموظفين. وتشير Shahzad وآخرون (2011) إلى أن الضغط المرتفع يزيد من معدل دوران الموظفين، مما يؤثر سلبًا على الأداء التنظيمي.
فيما يخص الصحة النفسية، يرتبط الإجهاد بالقلق التنظيمي، ويؤثر سلبًا على صحة الموظف وأدائه، ويُظهر البحث أنه في حالة استمرار الإجهاد لفترة طويلة، يمكن أن يسبب تأثيرات سلبية مثل الإحباط والقلق.
عند النظر إلى علاقة الأداء بجودة إنتاج الموظفين، يُشير Ches وAquillano (2012) إلى أن الأداء يعتمد على مخرجات العمل وكفاءته، ولكن يجب أيضًا أن يؤدي الأداء إلى زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف. يقول Steers (1991) إن الأداء يُقاس بكمية ونوعية العمل المنجز بتكلفة محددة.
في الختام، يظهر أن ضغوط العمل تؤثر بشكل كبير على أداء الموظفين وصحتهم العامة. إدارة هذه الضغوط بشكل فعّال تعتبر تحدًا مهمًا للمؤسسات، حيث يمكن أن تؤدي إلى تحسين الأداء وزيادة رضا الموظفين.
المزيد من المعلومات
بالتأكيد، يُظهر البحث والدراسات السابقة المزيد من المعلومات حول تأثير ضغوط العمل على الموظفين. يُشير الباحثون إلى أن ضغوط العمل لا تؤثر فقط على النواحي البدنية والنفسية للموظفين، ولكنها تتسبب أيضًا في تدهور العلاقات الاجتماعية داخل المؤسسة.
في سياق العلاقات الاجتماعية، يتأثر تفاعل الموظفين مع بعضهم البعض نتيجةً لزيادة الضغوط. يظهر البحث أن ارتفاع مستويات الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى توتر في العلاقات الفردية داخل الفريق، مما يتسبب في تأثير سلبي على التواصل والتعاون.
علاوة على ذلك، يشير الباحثون إلى أن الإجهاد المستمر يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات الغياب عن العمل وتحول الموظفين إلى الانسحاب من المشاركة الفعّالة في الأنشطة المؤسسية. يُظهر البحث الذي قام به Nowack (2010) أن الضغوط المستمرة تزيد من احتمالية التغيب والانسحاب، مما يعزز فقدان الالتزام والروح الفريقية.
علاوةً على ذلك، يُشير البحث الى أن آثار ضغوط العمل قد تمتد إلى الحياة الشخصية للموظفين، حيث يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات سلبية على العلاقات الأسرية والصحة العامة. يظهر أن تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية يصبح أكثر تعقيدًا في ظل الضغوط المتزايدة في بيئة العمل.
بصفة عامة، يُظهر البحث الحاجة الملحة إلى تطوير استراتيجيات إدارة الضغوط في مكان العمل، بما في ذلك توفير دعم نفسي واجتماعي للموظفين، وتحسين بيئة العمل لتعزيز التوازن بين الحياة العملية والشخصية.