كتاب “ماذا خسر المسلمون بسقوط بيت المقدس” للكاتب عبدالله معروف يعتبر من الأعمال الفلسفية التي تتناول دراسة تأثير سقوط بيت المقدس على المسلمين. يمتد هذا الكتاب على 64 صفحة وصدر في عام 1987 عن دار الشؤون الثقافية العامة، حيث يقدم نظرة معمقة وفلسفية للتأمل في النتائج والآثار البعيدة لهذا الحدث التاريخي على الشعب الإسلامي.
يأخذ الكتاب القارئ في رحلة تحليلية متأملة فيما إذا كان سقوط بيت المقدس خسارة فقط للمسلمين أم أنها تمثل خسارة عالمية بمعنى أوسع. يتناول المؤلف في كتابه تأثير الفترة التاريخية التي شهدت فيها سقوط بيت المقدس على العقل الإسلامي والثقافة الإسلامية بشكل عام، مشيرًا إلى الأبعاد الدينية والثقافية والسياسية لهذا الحدث.
بأسلوبه الفلسفي الراقي، يستعرض الكاتب الآثار البعيدة والمتعددة لهذا الحدث التاريخي على المسلمين، بدءًا من تأثيره على التصورات الدينية والثقافية للفرد المسلم، وصولاً إلى تداعياته السياسية والاجتماعية على المجتمعات الإسلامية. يتناول الكتاب أيضًا كيفية استيعاب المسلمين لهذا الحدث التاريخي وتأثيره على تشكيل الهوية الإسلامية والتفاعل مع العالم الخارجي.
من خلال استعراضه للآثار المتعددة لسقوط بيت المقدس، يسعى الكتاب إلى إثارة التفكير والنقاش حول ما إذا كان هذا الحدث قد أثر فقط على المسلمين أم أن له تأثيرًا على مسار التاريخ العالمي بشكل أوسع. يعتبر هذا العمل إضافة قيمة لفهم التأثيرات العميقة للأحداث التاريخية على الثقافات والمجتمعات، ويشكل قراءة مثيرة ومفيدة للباحثين والمهتمين بدراسة التاريخ والفلسفة والعلاقات الثقافية.