في ديسمبر من عام 1854، وربما في فبراير، شهدت بحر ليجوريان، الواقع بين فرنسا وإيطاليا، حادثة زلزالية قد تكون أحداثها موضوع تساؤل. وقد تراوحت شدة الزلزال بين المرتفعة إلى القوية بمقياس الشدة الزلزالية، حيث بلغت درجة الشدة الزلزالية القوية الدرجة الثامنة.
وقد امتدت آثار الزلزال على طول الساحل من كاينيس إلى رأس بورديغيرا، حيث شهدت هذه المناطق أقوى الهزات، مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المنازل في منطقة منتون وفينتيميليا. كما شعر بشدة الزلزال في أونيغليا.
وفيما يتعلق بالظواهر في البحر، فقد تم الإبلاغ عن حالات من التقارير المتناقضة، حيث أشار شاهد عيان إلى أن البحر في نيس كان هادئًا تمامًا قبل الزلزال، في حين أفاد آخر بأن البحر كان هادئًا خلال الهزة الرئيسية والهزات الارتدادية. وأفاد شاهد عيان ثالث بأن البحر كان هادئًا خلال الزلزال، وأن مياهه لم تتعرض لأي حركات كبيرة. وقد ذكر أنه لم يلاحظ ارتفاع أمواج بالقرب من الساحل، كما تحدث مع الصيادين الذين كانوا يبدأون عملهم بالقرب من مصب نهر لو بيون قبل الفجر، وأكدوا أنهم لم يلاحظوا أي شيء غير عادي.
وبعد الزلزال، شهدت منطقة منتون انخفاضًا في حدة الاضطراب في البحر الذي كان شديدًا في الليلة السابقة للزلزال، لكنه عاد بعد الزلزال. وفي الوقت نفسه، أفاد أحد الشهود بأن البحر بالقرب من نيس ارتفع لمدة يومين أو ثلاثة بعد الزلزال ووصل حتى الساحل، مدمرًا بعض الجدران المنخفضة وبوابة واحدة. وارتفعت المياه بشكل لافت في ميناء ليمبيا متسببة في تحطيم سفينتين صغيرتين. ولم يكن هناك عاصفة أو رياح، ولذلك تم اعتبار هذه الظاهرة كتسونامي.
هذه الحادثة تبرز مدى تنوع تأثير الزلازل والتسونامي، حيث تركز الأضرار في بعض المناطق بينما لم يشعر البعض الآخر بتأثير يذكر. تقارير الشهود توضح تباينًا كبيرًا في تأثير الزلزال على حركة المياه، مما يبرز تعقيدات دراسة هذه الظواهر الطبيعية وتنبؤاتها.