تُعدّ “ترياد برلين” (AVedition Rockets) واحدة من الكتب المعمارية التي تحتل مكانة متميزة ضمن الأدبيات التي تتناول موضوعات الثقافة والإعلام والبيئة، وهي تسليط الضوء على وكالة تصميم برلينية استطاعت أن تنقش اسمها بحروف من ذهب في عالم التصميم الوطني والدولي خلال عقد من الزمان. يقوم الكتاب الذي ألفه كونواي لويد مورغان، بتوثيق رحلة هذه الوكالة وتأثيرها الملحوظ في تغيير المفاهيم التقليدية للتصميم من خلال نهج شمولي يجمع بين الثقافة والتجارة بطريقة لا مثيل لها.
تأسست “ترياد” في برلين وسرعان ما أصبحت معروفة بفضل تفردها في التصميم وقدرتها على الربط بين المجالات المتعددة كالثقافة والإعلام والبيئة بصورة تفاعلية. إنجازات “ترياد” كثيرة، ومن بينها مشروع “كوكب إم” الذي نال جوائز عديدة في معرض إكسبو 2000 في هانوفر، حيث قدمت من خلاله رؤية جديدة لكيفية التفاعل بين البيئة والمجالات التكنولوجية والإعلامية. كما لقي حدث “النهاية السعيدة” الذي نظمته الوكالة في إكسبو 2002 استحسانًا كبيرًا، واُعتبر من أبرز نجاحات المعرض.
الكتاب لا يكتفي بسرد الأحداث أو الإنجازات، بل يدخل في التفاصيل الدقيقة للمشاريع التي أنجزتها “ترياد”، ويظهر كيف أن كل مشروع كان يُعد تجربة فريدة من نوعها تسهم في تعزيز الفهم المتكامل للعلاقة بين الإنسان والمحيط الثقافي والبيئي والإعلامي. يستعرض مورغان كيف استطاعت “ترياد” أن تتحدى النمطية في التصميم بفضل استراتيجياتها المبتكرة التي تعتمد على تقنيات حديثة وأساليب تفاعلية تدمج بين الفن والتكنولوجيا.
من الجدير بالذكر أن نهج “ترياد” قد أسهم في توسيع آفاق التصميم العملي والنظري على حد سواء. إن توظيفهم للتكنولوجيا ليس فقط كأداة بل كعنصر فاعل في تعزيز الرسائل الثقافية والبيئية، يُظهر مدى التزامهم بإيجاد حلول مستدامة وفعّالة تخدم المجتمع والبيئة.
كما أن “ترياد” لم تحصر نفسها في نطاق العمل المحلي بألمانيا، بل تعدته لتشمل مشاريع دولية حيث قدمت استشارات وتصاميم في مختلف القارات مما يعكس القدرة العالية على التكيف والتواصل الثقافي والفني بين مختلف الشعوب والثقافات.
نُشر هذا الكتاب في أبريل من العام 2003 من قِبل دار النشر AVedition GmbH، وهو يُقدم للقارئ، سواء كان متخصصًا في مجال التصميم أو مهتمًا بالثقافة والتكنولوجيا، فرصة لاستكشاف أعمال وكالة “ترياد” بطريقة شاملة وعميقة، تعكس النظرة المستقبلية لهذه الوكالة وأثرها في العالم.
بالتأكيد، “ترياد برلين” ليس مجرد تسجيل للأحداث أو المشاريع بل هو تأمل في كيفية التفاعل بين الإنسان والفضاء الذي يعيش فيه، وكيف يمكن للتصميم أن يكون أداة ليس فقط لخلق الجماليات بل