في كتابه الرائع الذي يحمل عنوان “النفط وتأثيره في العلاقات الدولية”، يقدم الباحث والكاتب محمد ختاوي دراسة عميقة وشاملة حول هذا الثروة الطبيعية المهمة والحيوية، والتي وصفها بأنها الذهب الأسود وعصب الحياة المعاصرة. يتناول الكتاب مسارات النفط منذ اكتشافه حتى عصرنا الحالي، ملقيًا الضوء على أهميته البالغة، خاصةً بالنسبة للدول الصناعية الكبرى.
تبدأ الدراسة بفحص عمليات تنقيب النفط وعمليات استخراجه، مرورًا بعمليات التكرير والتسويق، وصولاً إلى العلاقات الدولية والتأثير الاستراتيجي للمناطق المنتجة للنفط. يبرز الباحث أهمية هذه المناطق الاستراتيجية، وكيف يسعى الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى تأمين تدفق النفط منها، حتى في حالات استدعاء الأمور التدخل العسكري والاحتلال.
الكتاب يسلط الضوء أيضًا على دور الشركات متعددة الجنسيات في صناعة النفط، وكيف أصبحت هذه الشركات تلعب دورًا حاسمًا في صنع القرار في دولها والبلدان المنتجة للنفط. يتناول الباحث أهداف وآليات عمل هذه الشركات، مشيرًا إلى تأثيرها على النظام العالمي وفرض شروطها القاسية على الدول المنتجة.
وفي فصل خاص، يقف الكاتب عند أهمية النفط في التجارة الدولية، وكيف اندلعت صراعات المصالح بين الشركات الأميركية والبريطانية والفرنسية، التي انتهت بسيطرة الولايات المتحدة. كما يلقي الضوء على النفط العربي والتحديات التي واجهته بين التحرر والتبعية الاقتصادية والسياسية.
تختم الدراسة بفصل يتنبأ فيه الباحث بمستقبل النفط، متناولًا قضايا السيطرة والتسعير، وصراع “أوبك” مع المستوردين. الكتاب، الذي صدر عن دار النفائس في لبنان عام 2010، يمتد عبر 416 صفحة، ويأتي بغلاف ورقي. يندرج الكتاب تحت فئة الكتب السياسية، تحديدًا في فرع السياسة الدولية.
في الختام، يعتبر هذا الكتاب العلمي الموضوعي مرجعًا أساسيًا يستحق قراءة كل من يهتم بالتفاصيل العميقة لعلاقة النفط بالعلاقات الدولية، ويقدم فهمًا شاملاً لتأثير هذه المادة الحيوية على الديناميات العالمية.