في الفكر الاقتصادي المعاصر، يتألق كتاب “في هذه الفترة العسيرة في حياة العالم” الذي صاغه الكاتب كمال جنبلاط، والذي نشرته دار الأيام للنشر و التوزيع في عام 2018. يمتد هذا العمل على 180 صفحة، ويأتي محملاً بغلاف كرتوني يلفت النظر إلى محتواه المميز الذي يندرج تحت فئة الاقتصاد والأعمال.
تفتح صفحات هذا الكتاب أمام القارئ نافذة على عالم اقتصادي متجدد، يتناول تحولات العالم في فترة تاريخية استثنائية، حيث يتداخل فيها صدى المعارك الحربية، وتغيرات التفكير، والصراعات السياسية، صارخة على وقع كل تقلب. يتناول الكتاب نظريات بارزة في الفكر الاقتصادي، مستلهمًا من الأعمال الرائدة لعلماء الاقتصاد العظماء مثل إنجلز وماركس، اللذين سطروا تحليلاتهم المميزة في كتابهما المشهور “الرأسمال”.
في سياقه الرائع، يسلط الضوء على أهمية العوامل الاقتصادية ودورها الأساسي في حياة الفرد والجماعات. يتباين تأثير هذه العوامل بشكل شامل على جميع جوانب الحياة، سواء كانت مادية أو خلقية أو نفسية أو ثقافية أو سياسية، حتى الجوانب الدينية. يبرز الكتاب بوضوح كيف يمكن لنظام البلاد الاقتصادي، وحالته ودرجة تقدمه، أن يؤثر بشكل كبير على تلك الجوانب.
ومن خلال تحليله العميق، يلقي الكتاب الضوء على تفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض، وكيف يمكن لتطور النظام الاقتصادي أن يشكل عاملاً رئيسياً في تغيير مجريات الحياة اليومية. وبما أن العصر الحالي يشهد تحولات استثنائية، كما حدث مع ارتفاع أسعار الحاجيات الأساسية في السنوات الأخيرة، يقدم الكتاب رؤية فريدة حول كيفية تأثير هذه التحولات على الحياة العامة.
إن كتاب كمال جنبلاط يمثل مصدرًا قيمًا للقارئ الباحث عن فهم أعماق الفكر الاقتصادي المعاصر، حيث يجمع بين الأسلوب الأدبي السلس والتحليل العميق، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل من يهتم بدراسة الاقتصاد وتأثيره على الحياة اليومية.