في هذا السياق، يُعَدُّ كتاب بعنوان “المفهوم الذاتي وتحقيق النجاح في المدرسة” الذي كتبه وليام واتسون بيركي Purkey، عملًا ذا أهمية فائقة في مجال التعليم الذي يستحق الانتباه والدراسة العميقة. تم نشر هذا الكتاب من قبل دار النشر بيرسون كوليج ديف – Pearson College Div في يونيو عام 1970. يمتاز هذا الإصدار بأنه يقع في فئة التعليم العام، حيث يسلط الضوء على أبعاد عديدة تتعلق بفهم الذات وتأثيرها على أداء الطلاب في المدرسة.
في جوهره، يستعرض الكتاب التوازن الحساس بين أداء الطالب في المجال الأكاديمي وفهمه للنفس. يقدم بيركي تحليلاً عميقًا يشير إلى أن التفاعل البناء بين المفهوم الذاتي للطالب وأدائه في المدرسة يلعبان دورًا حاسمًا في تحديد مدى نجاحه التعليمي. وبفضل هذا التحليل، يُعَدّ الكتاب مرشدًا قيمًا للمعلمين يهدف إلى تحقيق التربية الإنسانية.
يبرز الكتاب أسس التعليم الإنساني، حيث يسعى إلى تعزيز التفاعل الإيجابي بين المعلم والطالب. يقدم بيركي استراتيجيات تربوية تعتمد على تعزيز المفهوم الذاتي للطالب، مما يعزز من إمكانياته ويسهم في رفع مستوى أدائه الأكاديمي. وبهذا السياق، يُعدّ الكتاب مصدرًا مهمًا لفهم كيفية تكامل بُعدَي الذات والتحصيل الدراسي في سياق التربية الإنسانية.
من خلال استعراض هذا الكتاب الذي رُكِزَ فيه على تحليل عميق وفهم شامل، يظهر واضحًا أنه يمثل إسهامًا فريدًا وقيّمًا في ميدان التعليم الذي يسعى إلى تطوير منهجيات تربوية تركز على تعزيز المفهوم الذاتي للطلاب كجزء لا يتجزأ من تحقيق النجاح المدرسي.