في كتاب “الواقعي والمسرحي” للكاتب نعيم قطان، يتناول المؤلف بأسلوب فريد وعميق دور المسرح في تأثيره على الواقع المعاش. يبرز قطان في كتابه هذا كيف يعد المسرح ليس فقط مجرد ترفيه أو عرض فني، بل يمثل جزءًا حيويًا من الحركة الاجتماعية والثقافية.
يتجلى الفكر الرائع لقطان في تأكيده على أن المسرح لا يمكن حصره أو عزله، ولا يمكن تصنيفه ضمن إطار زمني أو ثقافي محدد. إنه يتفاعل مع الحياة اليومية، وإذا تم دمجه في الحياة اليومية، يفقد فجأة حدوده ويصبح جزءًا لا يتجزأ من التجربة البشرية. يقدم الكاتب رؤية متطورة حول كيف يعكس المسرح الواقع ويؤثر فيه بشكل متبادل، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من المجتمع والحضارة.
عندما يُدمج المسرح بشكل فعّال في الحياة اليومية، يفتح آفاقًا جديدة ويتحدث بلغة تتسم بالحيوية والتفاعل. يقدم قطان في كتابه هذا تحليلاً دقيقًا لكيف يتعاطى المسرح مع الواقع وكيف يمكن أن يؤثر فيه بشكل عميق وفعّال. يعتبر الكتاب مصدرًا غنيًا ومفيدًا لفهم علاقة المسرح بالواقع، حيث يقدم قطان رؤية فريدة ومتطورة تلقي الضوء على جوانب مختلفة من هذه العلاقة.
صدر الكتاب عن دار الفارابي للنشر والتوزيع في عام 2015، ويمتد على 167 صفحة. الغلاف العادي يعكس بساطة وجاذبية المحتوى المتنوع والمعمق في الكتاب. يندرج الكتاب تحت فئة الفنون، وتحديدًا في فرع المسرح، حيث يقدم قطان تحليلاً شاملاً يمزج بين النظرية والتطبيق، مما يجعله قراءة أساسية لكل من يهتم بعمق الفن المسرحي وتأثيره العميق على الواقع المحيط.