تأثير المتفرج: فهم وتفادي

تأثير المتفرّج، الذي يُعرف أيضًا باسم “تأثير الشاهد”، هو مصطلح يُستخدم في علم النفس لوصف الظاهرة التي تحدث عندما يترك الأشخاص الحالة المستمرة لموقف محرج أو غير مريح دون التدخل أو المساعدة. يُعتقد أن هذا التأثير يمكن أن يحدث بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك الخوف من الاضطراب في الحالة القائمة، أو الاعتقاد بأن الآخرين قد يكونون أكثر قدرة على التدخل بفعالية.

تشير الدراسات السابقة إلى أن الناس يميلون إلى عدم تقديم المساعدة عندما يكونون في مجموعات كبيرة أو عندما يشعرون بعدم اليقين حيال ما إذا كان يُفترض بهم المساعدة أم لا. تُظهر الأبحاث أيضًا أن وجود شخص واحد فقط قد يكون كافيًا لتحفيز الآخرين على تقديم المساعدة، حيث يمكن أن يكون الفرد الذي يتدخل هو المبادر الوحيد لتحفيز المشاركة الجماعية في المساعدة.

يُعتبر تأثير المتفرِّج ظاهرة اجتماعية تمتد إلى مجموعة واسعة من المواقف، بدءًا من الحوادث الطارئة في الشوارع وصولاً إلى المواقف اليومية التي تتطلب المساعدة. على سبيل المثال، قد يواجه الفرد مشكلة تقنية في العمل ويرى أن الآخرين مشغولون، مما يجعله يتردد في طلب المساعدة، حتى إذا كانوا قادرين على تقديم المساعدة بسهولة.

من الجدير بالذكر أن فهم هذه الظاهرة أمر مهم لأنه يمكن تشجيع الأفراد على تقديم المساعدة والتفاعل الإيجابي في المجتمعات. وتشمل الاستراتيجيات للتغلب على تأثير المتفرِّج التوعية بالظاهرة وتشجيع الناس على التدخل النشط عندما يشهدون حاجة للمساعدة، بالإضافة إلى تعزيز الثقة بأن المساعدة ستكون فعالة ومقبولة.

تأثير المتفرج أو تأثير الشاهد هو موضوع مثير للاهتمام في علم النفس الاجتماعي، حيث يعكس سلوكيات الفرد في المجتمع وتفاعله مع الآخرين في العديد من السياقات. يمكن تطبيق هذا المفهوم على مواقف متنوعة، بدءًا من الحوادث الطارئة وانتهاءً بالمواقف اليومية التي تتطلب تدخلًا مباشرًا للمساعدة.

على سبيل المثال، يُمكن أن يُظهر تأثير المتفرِّج نفسه في حالات الطوارئ، مثل الحوادث المرورية أو الحوادث الصحية المفاجئة. عندما يشهد الأشخاص مثل هذه المواقف، قد يترددون في تقديم المساعدة إذا شعروا بعدم اليقين حول مدى حاجة الشخص المتضرر للمساعدة أو إذا اعتبروا أن هناك الآخرين سيتصرفون بالفعل. يمكن أن تنتج هذه الحالات من تأثير المتفرِّج عندما يرى الناس الآخرين يتفرَّجون على الحادث دون التدخل، مما يخلق دورًا مرجحًا لعدم التصرف من قِبَل الأشخاص الآخرين.

وفي سياقات أخرى، يمكن أن يؤثر تأثير المتفرِّج على تقديم المساعدة في المواقف اليومية، مثل عندما يحتاج شخص ما في مجموعة العمل إلى مساعدة في إكمال مهمة معينة. إذا كان الأشخاص الآخرون في المجموعة يشاهدون هذا الشخص يعاني أو يواجه صعوبة، فقد يترددون في تقديم المساعدة إذا شعروا بعدم اليقين أو تخوفوا من التدخل فيما لا يعنيهم.

ومن المهم فهم أن تأثير المتفرِّج ليس دائمًا سلبيًا، حيث يمكن لوجود شخص واحد فقط يتدخل لتحفيز المشاركة الجماعية في المساعدة. يُظهر بعض البحث أن تحسين الثقة بأن المساعدة ستكون فعالة ومقبولة، بالإضافة إلى زيادة الوعي بالحاجة إلى المساعدة، يمكن أن يقلل من تأثير المتفرِّج ويشجع على التصرف الإيجابي في المجتمع.

من المهم العمل على زيادة الوعي بتأثير المتفرج وتعزيز الثقة في القدرة على تقديم المساعدة وقبولها، حيث يمكن لهذه الإجراءات المساهمة في خلق مجتمعات أكثر تعاونًا ودعمًا لبعضها البعض.