في كتابه المثير للفكر والموسوم بـ “العولمة في النظام العالمي والشرق أوسطية”، يقف الكاتب عبد الله أحمد أبو راشد كرصان مستقل يشدو بأوتار النقد البناء والتحليل العميق، في محاولة جادة لتسليط الضوء على تداولات العولمة الحديثة وتأثيرها الملموس على منطقة الشرق الأوسط. إنه عمل يتناول بجرأة وعمق تفاصيل تلك العولمة التي تظهر بأشكال متعددة وتتسلل بحذر إلى نسيج الحياة اليومية للشعوب.
من خلال مهرجان العولمة، يقدم الكتاب رحلة فكرية مثيرة تتخذ من التحليل النقدي والتقييم العميق وسيلة لفهم الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتفاعل الدول مع هذه القوى العالمية الجديدة. يستعرض الكاتب براعة متناهية الأحداث والتحولات التي شهدتها الدولة في ظل العولمة، حيث يرصد بدقة وبالغ الحساسية التحولات التي تعرضت لها بعض الدول والتي أدت إلى تحولات جوهرية في هياكلها الاقتصادية والسياسية.
يأخذنا الكاتب في رحلة استكشافية عبر 95 صفحة من الأفق السياسي، حيث يركب أمواج التغيير ويفحص كيفية تأثير العولمة على الأمن والقمع في بلدان الشرق الأوسط. يتناول ببراعة التحولات التي خضعت لها الدولة، سواء كانت استسلامًا لإسرائيل أو إعادة هيكلة شاملة، وكيف أنها أدت إلى تقدم اقتصاد الخدمات والمضاربات على حساب قضايا البطالة والفقر والتهميش الاجتماعي والاقتصادي.
يستخدم الكاتب أسلوبًا سلسًا ولغةً رصينة، مما يجعل القارئ يشعر بالغوص في أعماق التحليل والفهم. يعكس الكتاب تميزاً فريدًا في تقديم الآراء والتحليلات، حيث يجمع بين الجرأة في تقديم النقد والوعي العميق بأبعاد العولمة وتأثيرها الجارف.
من خلال الطرح الرصين والمفصل للتفاصيل، يقدم الكتاب إسهاماً قيماً وفريداً في فهم تداولات العولمة وتأثيرها المتزايد على النظام العالمي وخاصةً في السياق الشرق أوسطي. يستحق الكتاب الانتباه والتأمل، حيث يضيء على جوانب مظلمة ومشرقة من عولمة العصر الحديث وكيف يمكن للدول الاستفادة من هذه التحولات بطريقة تخدم مصلحة شعوبها.