في كتاب “الدين وعملية العولمة” الذي كتبه الدكتور مهدي ساماني، يُلقي المؤلف الضوء ببراعة على تداخل الدين مع تحولات وظاهرة العولمة في عالمنا المعاصر. يتأمل الكتاب في التأثيرات العميقة التي يمكن أن تطرأ على المجتمعات الدينية في ظل التقدم السريع للعولمة، وكيف يمكن للدين أن يلعب دوراً حيوياً في تشكيل هذه العملية.
تأخذ الصفحات الـ296 من الكتاب القارئ في رحلة فكرية مثيرة، حيث يقوم ساماني بتقديم رؤى عميقة حول تفاعل الدين مع العولمة، مسلطاً الضوء على التحديات والفرص التي تنشأ نتيجة لهذا التداخل. يقدم المؤلف تحليلًا دقيقًا لتأثير العولمة على المفاهيم الدينية التقليدية وكيف يمكن أن تتكيف الأديان مع التحولات الاقتصادية والثقافية الحديثة.
تتميز نشرة الكتاب في عام 2009 عن غيرها من الأعوام بتوقيتها الحساس، حيث كانت هذه الفترة تشهد تسارعاً في عمليات العولمة وتأثيراتها على العديد من الجوانب في حياة البشر. يضفي مؤلف الكتاب لمسة فريدة عبر تحليله العميق والنقدي، مما يجعلها قراءة أساسية للمهتمين بالدين وتأثيره في عصر العولمة.
يقوم الدكتور مهدي ساماني، من خلال الصفحات الورقية الفاخرة والتي تمتاز بتصميمها الفني، بتزويد القارئ برؤى شاملة ومتعمقة حول كيفية تفاعل الدين مع التحولات العالمية، وذلك بأسلوب يمزج بين الأكاديمية والتجربة الشخصية. تأتي النصوص برفق مع البيانات الحقيقية والأمثلة التاريخية، مما يضفي على الكتاب طابعاً مميزاً ويثري تجربة القارئ.
في نهاية المطاف، يبرز هذا الكتاب كمورد مهم للباحثين والدارسين في مجالات العلاقة بين الدين والعولمة، حيث يقدم فهماً شاملاً ومفصلاً لتفاعل هاتين القوتين الكبيرتين في عصرنا الحديث.