“أهلاً بكم في عالم الرعب والعجائب: كيف غيّرت العلم والتكنولوجيا وجه الحرب العالمية الثانية ونتائجها”
يعتبر الصراع العالمي المرعب الذي عُرِفَ بالحرب العالمية الثانية أكثر من مجرد اصطدام لجيوش عظيمة على ساحات المعركة المليئة بالدماء. كان هناك نوع آخر من الحرب يُخْضَع في المختبرات السرية على جانبي الصراع – حرب ستُغيِّر مسار الأحداث وتحدد نتائج التصدّعات المريرة، مغيِّرةً عالمنا ومستقبلنا إلى الأبد.
في مزيج مذهل بين العلم والتاريخ، يقدم توم شاختمان، المؤلف المحترف الذي حصل على الإعجاب بسبب كتابيه “الصفر المطلق وفتح البرد” و”الحرب الوهمية، 1939-1940″، سجلًا رائعًا للمحاربين المنسيين في الحرب العالمية الثانية: المهندسين والفيزيائيين والكيميائيين والأكاديميين الذين كانت مساهماتهم في جهود الحرب مهمة بقدر تضحيات الجنود والبحارة والطيارين الذين خاطروا بحياتهم بشجاعة.
رغم أنه من المقبول على نطاق واسع أن تطوير أمريكا واستخدامها للقنبلة الذرية أنهت النزاع في المحيط الهادئ – وأن فشل علماء هتلر في تطوير قنبلة ذرية خاصة بهم ساهم في هلاك ألمانيا – إلا أنه لم يُعطَ اهتمام كافٍ لإنجازات العلماء في هذه الحقبة الداكنة والرهيبة. يبدأ الكتاب بنظرة ساحرة على النضال في عصر الكساد لإقامة تحالفات علمية وعسكرية ستمكّن في النهاية الحلفاء من مواكبة تفوق المحور في بداية الصراع. “الرعب والعجائب” يقدم تاريخًا مثيرًا للدهشة حول المعارك الهائجة من أجل التفوق التكنولوجي التي خاضها عقول العلم الأبرع في العالم.
ابتداءً من إنشاء طائرات وصواريخ أسرع وأقوى إلى تطوير أسلحة الحروب البيولوجية والكيميائية والإلكترونية – من التقدم المذهل في علم الطب إلى اكتشافات في مجال الرادار وفك التشفير – النجاحات والفشل الرائعة التي وقعت في مرافق سرية حول العالم في أوائل الأربعينيات لم تكن عناوين صحف، ولكن غالباً ما حددت الانتصار والهزيمة. هنا أيضاً، قصص إنسانية بشرة لبناة الآلات الحربية المرعبة – رجال ونساء من ذكاء ونزاهة نادرين مزقتهم المطالب المتناقضة للضمير والوطن، يطاردهم دورهم في استخدام وسوء استخدام العلوم القوية.
مُثرٌ، مُسلٌ، مُدهشٌ، ومُحبط، “الرعب والعجائب” هو عمل استثنائي يُلقي الضوء على الإنجازات الرائعة للقلة الملحوظة والتكنولوجيا العظيمة والمرعبة التي قلبت ميزان النصر نحو الحلفاء.