في كتابه المميز بعنوان “السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط”، يقدم الكاتب هيثم غالب الناهي رحلة مثيرة وشاملة في عالم الجوانب التاريخية والسياسية المتعلقة بالبحث النووي وتطوير الأسلحة النووية، مسلطًا الضوء بشكل فعّال على تأثير هذه الظواهر على منطقة الشرق الأوسط.
تبدأ صفحات هذا الكتاب، البالغ عددها 351 صفحة، بتقديم فكرة مركّزة ومختصرة عن التكنولوجيا النووية وهندستها بصنفيها السلمي والحربي. يقوم الكاتب بتحليل عناصر القنبلة الذرية بشكل علمي وتاريخي، مما يمنح القارئ فهمًا عميقًا حول خصائصها وصفاتها. يهدف الكتاب إلى تسليط الضوء على النواحي النووية من جميع زواياها، وذلك لتسهيل عملية التحليل والاستنتاج بخصوص واقع ومستقبل المنطقة العربية.
وفي سياق آخر، يعرض الكتاب عرضًا شاملاً حول تحول البحث النووي من بحث علمي يخدم الشعوب إلى وحش سياسي يتلاعب بموازين الحرب والسلم. يستعرض الكاتب دوافع القوة والسيطرة التي حولت هذا البحث من أداة خدمية للشعوب إلى آلية تستغلها السلطات لتحقيق مكاسب سياسية، مرفقًا ذلك بتوثيق علمي وتاريخي دقيق.
من ناحية أخرى، يركز الكتاب بشكل خاص على المنطقة العربية وتأثير السياسة النووية الدولية عليها. يتيح الكاتب للقارئ فهمًا عميقًا لمدى تأثير هذه الأسلحة على استقرار المنطقة وعلاقاتها الدولية. يقدم الكتاب تحليلاً دقيقًا للتحولات في موازين القوى والتأثير الجيوسياسي الذي ينتج عن وجود الأسلحة النووية.
يتألق الكتاب بلغة سلسة ومفصلة، تأخذ القارئ في رحلة علمية وتاريخية مثيرة، وتتيح له فهماً أعمق حول التحديات والتغيرات التي تعصف بالمنطقة. يعتبر “السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط” إسهامًا قيمًا في فهم تلك القضايا الحيوية والمعقدة، ويشكل مرجعًا مهمًا لكل مهتم بالشؤون الدولية والسياسية.