“كتاب “The Stronger Women Get, the More Men Love Football: Sexism and the American Culture of Sports”، الذي ألفته الكاتبة ماريا بيرتون نيلسون، يشكل قطعة أدبية مميزة تتناول بعمق وتحليل دقيق قضية تشكل محورًا حيويًا في الثقافة الأمريكية المعاصرة، وهي قضية الجنسانية والتمييز الجنسي في عالم الرياضة.
تفتح نيلسون نافذة على تطور حرية المرأة وحركتها، حيث تربط بين حركة الحقوق النسائية في بدايات القرن العشرين ورمزها الأكثر فعالية في تلك الحقبة، وهو الدراجة الهوائية. تسلط الكاتبة الضوء على دور الرياضة كعنصر أساسي في الثقافة الأمريكية وفي تنشئة الأطفال، إلا أن عالم الرياضة الذي يُعتبر “رجوليًا” نادراً ما يُقدم للنساء فرصًا متكافئة.
ورغم وجود قوانين تنص على غير ذلك، إلا أن الفرق الرياضية التي تضم رجالًا فقط تحصل بشكل روتيني على حصة غير متناسبة من الميزانية الرياضية الجامعية. ورغم مرور عقدين من الزمان على “الحساسية” تجاه هذا الموضوع، لا تزال الرياضات الرجالية تُعد مجالًا خصبًا للتفكير القديم تجاه النساء. ورغم زيادة الوعي حول التحرش الجنسي، تظل العلاقات العاطفية بين المدربين الذكور ولاعبات الجنس الناعم القاصرات شائعة، وتكاد اغتصاب الطالبات الجامعيات من قبل الرياضيين الذكور يكون أمرًا مألوفًا.
مع تزايد مشاركة النساء في مجال الرياضة، ارتبط هذا الكتاب بظاهرة ملحوظة، وهي ارتفاع شعبية الرياضات الرجالية الكبرى مثل كرة القدم وكرة السلة والهوكي. وربما يكون ذلك جزءًا من استشعار الناس بأن هذه الرياضات هي مجالًا مقدسًا للذكور. وفي حين يجد العديد من النساء أن المشاركة في الرياضة تجعلهن أكثر صحة وسعادة، وتعزز ثقتهن في قدراتهن وتجعلهن أكثر ارتياحًا في جلودهن، يثير السؤال: هل يرى الرجال هذا الأمر كفرار منهن عن المشاركة في العالم الرياضي؟
يتميز هذا الكتاب بتحليله الفطن والمثير، ويقدم بحثًا أصليًا يسلط الضوء على طبيعة الثقافة الرياضية الأمريكية وتأثيراتها الشاملة على الجنسين. ومع تصنيفه ضمن فئة العلوم الاجتماعية ودراسات النساء، يقدم هذا الكتاب فهمًا عميقًا وشاملاً للقضايا التي يتناولها، ويمثل إسهامًا هامًا في فهم الديناميات الثقافية المعاصرة.”