تتناول هذه الدراسة الأثر العظيم للثقافة الكونفوشيوسية على السياسة الخارجية للصين، مع التركيز على الفترة التي شهدت فيها الصين نموًا اقتصاديًا وسياسيًا مطردًا. يقدم الكتاب تحليلاً شاملاً لكيف أن القيم والمفاهيم الكونفوشيوسية قد تشكلت على مر العصور كجزء لا يتجزأ من الهوية الصينية وكيف أنها تعكس تأثيرًا كبيرًا على توجهات السياسة الخارجية للبلاد.
رغم أن الصين قد شهدت تقدماً هائلاً في مؤشرات الاقتصاد والتجارة، فإن الدراسة تسلط الضوء على الجدل المستمر حول الاهتمام العربي بالصين، حيث يظل هذا الاهتمام دون المستوى المأمول. ويركز الكتاب على كيفية تأثير هذا النقص في الاهتمام العربي على العلاقات الثنائية بين الصين والدول العربية، سواء على الصعيدين الديمقراطي والسياسي.
تستعرض الدراسة بعناية الأحداث والتطورات التاريخية التي قادت إلى تشكيل الهوية الصينية وتأثير فلسفة الكونفوشيوسية على صياغة رؤية الصين للعالم الخارجي. كما تقدم تحليلاً عميقًا لكيفية تأثير هذه الرؤية على قرارات السياسة الخارجية، وكيف تسعى الصين لتحقيق توازن بين الحفاظ على تقاليد الكونفوشيوسية وتلبية متطلبات العولمة المعاصرة.
مع أكثر من 500 صفحة من التحليلات العميقة والبحث الدقيق، يُعد هذا الكتاب إسهامًا قيمًا لفهم العلاقات الدولية للصين وتأثيرها الثقافي على سياستها الخارجية. يقوم الكتاب بتقديم رؤية شاملة وفريدة، تجمع بين التاريخ والثقافة والسياسة، ويتيح للقارئ فهم أعمق للتحولات التي تشهدها العلاقات الصينية العربية في ظل تأثير الثقافة الكونفوشيوسية.