في كتابه الرائع الذي يحمل عنوان “أثر التغيرات العالمية والإقليمية في مستقبل مشروع التكامل الاقتصادي المغاربي”، يقدم الكاتب محمد الأمين ولد عم تحليلاً عميقاً للواقع الاقتصادي في المنطقة المغاربية، ملتقطًا للتحولات العالمية والإقليمية التي تشكل تحديات وفرصاً لمستقبل التكامل الاقتصادي في هذا الجزء المهم من العالم.
تبدأ الرحلة الفكرية في صفحات الكتاب بتسليط الضوء على أهمية التكامل الاقتصادي كمفتاح لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في زمن العولمة الاقتصادية التي تفرض على الدول الصغيرة والضعيفة البحث عن استراتيجيات مشتركة للتفوق والبقاء في ساحة العلاقات الدولية المعقدة.
ومن ثم، يقوم الكاتب بفحص جميع جوانب مشروع التكامل الاقتصادي المغاربي، مستعرضًا التحديات الداخلية والخارجية التي أعاقت تقدمه، وكيف يمكن للمتغيرات العالمية والإقليمية أن تكون عاملاً حاسماً في تحديد مستقبل هذا المشروع الطموح.
من خلال تحليل دقيق وشامل، يقوم ولد عم بتقديم رؤيته حول العلاقة بين التحولات الاقتصادية العالمية ومصير التكامل الاقتصادي في المغرب، متناولًا قضايا الاعتماد الذاتي والتحديات البنيوية التي تواجهها الدول المغاربية.
وفي إضافة للجوانب النظرية، يسلط الضوء على الجوانب العملية من خلال استعراض الخطوات التي اتخذتها الدول المغربية لتحقيق التكامل الاقتصادي، مما يمنح القارئ فهمًا أعمق حول كيفية تأثير هذه السياقات على الواقع الملموس للمشروع.
يستند الكتاب على أبحاث ودراسات موثقة بشكل جيد، ويتضمن تحليلًا حادًا للتطورات الاقتصادية في المنطقة، مما يجعله مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالشؤون الاقتصادية والتكامل الإقليمي في العالم العربي.
وفي الختام، يظهر هذا الكتاب كمصدر قيم يساهم في فهم أعماق التحولات الاقتصادية والتحديات التي تواجه مشروع التكامل الاقتصادي المغاربي، متناولًا الأبعاد الاقتصادية بأسلوب رصين ومستنداً إلى أبحاث شاملة، مما يعزز مكانته في ميدان الدراسات الاقتصادية والسياسية.