تأثير التحول الرقمي على حياتنا

مع تزايد الأمل في أنه قد تكون هناك نهاية وشيكة لوباء Covid-19، بدأت الشركات في التفكير فيما نجح وما لم ينجح في مواجهة الحدث العالمي الأكثر تخريبًا الذي شهده معظمنا في حياتنا بعيدًا جداً. كان لدينا فترة استثنائية من التحديات والتغييرات، والآن نجد أنفسنا في مفترق الطرق حيث يجب علينا أن نقف ونقيم تجربتنا ونستفيد من الدروس المستفادة لضمان استعدادنا للمرحلة القادمة.

ما تعلمناه على وجه اليقين هو أن التحول الرقمي – العملية المستمرة للرقمنة والاستراتيجية القائمة على البيانات والنمو – كان ضروريًا في اجتياز هذه الأوقات الصعبة. كانت المؤسسات التي لديها أجندة تحول رقمي ناضجة أفضل بكثير من تلك التي لم يتم فيها إعطاء الأولوية لهذا الاستثمار. فقد أظهرت الشركات متعددة الجنسيات القدرة على التكيف السريع والفعال في تحويل العمل إلى نمط العمل عن بعد، وكانت المطاعم قادرة على تلبية احتياجات الزبائن من خلال توفير خيارات الطلب والتسليم عبر الإنترنت.

التحدي الذي تواجهه العديد من الشركات الآن هو البناء على هذا العمل الجيد الذي تم إنجازه ونحن ننتقل إلى حقبة ما بعد كوفيد. بالنسبة لأولئك الذين لم يكونوا مستعدين جيدًا، قد يكون الأمر بمثابة لعبة اللحاق بالركب والتأكد من استعدادهم عند ظهور الاضطراب التالي – سواء كان ناتجًا عن جائحة في المستقبل أو من منافستهم.

تطبيع العمل عن بعد كانت إحدى النقاط التي تبدو غير بديهية هي أن التحول الرقمي أصبح بالفعل أسهل أثناء الوباء. على الرغم من أن هذا قد يبدو مفاجئًا، إلا أنه يتلخص في حقيقة أن القبول والمشاركة أصبحا أسهل في تحقيقه. على حد تعبير ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة Box، “الأمر أسهل لأنه بدافع الضرورة، وليس بدافع التقدير أو بعيدًا عن الرؤية. كان عليك في المعتاد أن تذهب وتعرض هذه المشاريع … وكان على الجميع الحصول على وجهة نظر مماثلة المستقبل لمعرفة سبب أهمية هذا. الآن المستقبل هنا، ومن أجل البقاء المطلق، عليك إعطاء الأولوية لكيفية الوصول إلى عملائك رقميًا، وكيف سيعمل موظفوك رقميًا.

ليس كل ما سنفعله في التحول الرقمي هو نموذج عمل جديد – طريقة جديدة للذهاب إلى السوق. بعض منه سيكون أيضًا حول تمكين مؤسساتنا من العمل بشكل مختلف وتحديث بعض القدرات التي لدينا. علينا أن نعيد التفكير في كيفية تقديم الخدمات الرقمية، وأن نركز على تقليل الاحتكاك للعميل.

الدرس النهائي الذي يجب أن نتخذه من الوباء، وفقًا لـ Levie، هو أن الميزة الحقيقية التي تقدمها التكنولوجيا هي أنها تتيح لنا تقديم المنتجات والخدمات بشكل أكثر فعالية وكفاءة للعملاء. يقول Levie، “أعتقد أن ما علمتنا إياه هذه البيئة هو – ما كان الهدف الرقمي حقًا في المقام الأول – هو أن عملائك يريدون فقط خطوات أقل بينهم وبين خدماتك.”

إذا كنا نريد النجاح في هذا العالم الجديد، فعلينا أن نفكر بشكل إبداعي ونبتكر في كيفية تقديم خدماتنا بطرق أكثر ذكاءً. يمكننا تحسين تجارب العملاء، وتقديم الحلول بشكل أسرع، وتحسين عمليات الإنتاج بفضل التقنيات الحديثة. وبهذه الطريقة، يمكن للشركات البناء على نجاحاتها السابقة وتعزيز قدراتها للتكيف مع التحديات المستقبلية.

في الختام، يتعين علينا أن نبدأ في التفكير بعمق حول ماهية المستقبل الذي نسعى إليه، وكيف يمكننا تشكيله بفعالية. يجب علينا النظر إلى التحول الرقمي ليس فقط كأداة للبقاء، ولكن كفرصة للنمو والتطور. علينا أن نكون جاهزين للاستفادة من التكنولوجيا واستكشاف كل فرصة تقدمها لتحسين عالم الأعمال بأكمله. إذا كانت هناك دروس يجب أن نتعلمها من هذه الفترة الاستثنائية، فهي أن التحول الرقمي ليس مجرد استجابة للظروف، بل هو استثمار حيوي في مستقبل الأعمال والاقتصاد.