في كتاب “التبشير المسيحي في المشرق وأفريقيا” الذي ألفه مركز المسبار، يُرصد بعمق وتأمل مفصل عدة تحوّلات طرأت على المجتمعات في الشرق الأوسط وأفريقيا نتيجة للتأثير الديني للتبشير. يتناول الكتاب، الذي لا يستسيغ تاريخ التبشير فقط بل يتجاوزه، جوانب عدة للتأمل في مسارات تأثير هذه الظاهرة على النسيج الاجتماعي والثقافي.
تبرز في صفحات هذا العمل البحثي التحوّلات الفريدة التي عاشتها المجتمعات المعنية، مشيرًا إلى أن التبشير لم يكن يستهدف المسلمين وحدهم، بل كان له تأثيره العميق على الطوائف المسيحية أيضًا. يعكس الكتاب الجهود الرامية إلى إعادة هداية المسيحيين وتعزيز إيمانهم. وهكذا، يتقن الكتاب فن تسليط الضوء على التداخل الديني في مجتمعاتها، مقدمًا رؤية غنية ومتنوعة للتأثير البعيد المدى للتبشير.
تأتي أهمية الكتاب من خلال تقديم تحليلات عميقة للظاهرة الدينية، مبرزًا أن التبشير لم يكن مجرد ظاهرة دعوية محدودة إلى تبديل الديانة، بل كان له تداوله الواسع في التأثير على المجتمعات المحلية وتشكيل الفهم الديني للأمور السياسية والاجتماعية.
تقدم الصفحات الـ268 من الكتاب معلومات مفصلة ودقيقة، حيث يسهم المحتوى بشكل كبير في إثراء الفهم حول علاقة الدين بالسياسة. يتبنى الكتاب منهجًا فريدًا يتجاوز التقديم التقليدي للمعلومات، حيث يقدم رؤى غنية تسهم في فهم أعماق التحولات الدينية وتأثيرها على الهويات الفردية والجماعية.
صدر الكتاب في عام 2016 عن “مركز المسبار للدراسات والبحوث”، ويأتي بغلاف ورقي يعكس جودة المحتوى الداخلي. يُصنف الكتاب تحت فئة “الكتب السياسية”، مع التركيز على “الدين والسياسة” كفرع فرعي، ما يجعله إضافة قيمة للقراء الباحثين عن فهم أعماق التأثير الديني في تاريخ وحاضر المنطقة.